العمل بالمجموعات داخل الفصل الدراسي . مسوغاته و سلبياته .
![]() |
للعمل بالمجموعات فوائد على عملية التعلم |
توطئة :
بيّنت الدّراسات
أنّه عندما تتوفّر في مجموعتين نفس الشّروط بحيث لا تختلفان إلاّ في طريقة العمل، فإن
الأطفال الذين يشتغلون جماعيا يحققون تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فُرادى. وليس
سبب ذلك هو اقتداء بعضهم ببعض، بل إنّ الاختلاف في وجهات النّظر يجبر الأفراد على إعادة
تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك تنتج حركية العمل الجماعيّ تقدّما معرفيّا فرديّا
فالمسألة وفق هذا الطّرح تأخذ “طبيعة اجتماعية في المقام الأول”، لأنّ كلّ واحد سيحاول
إثبات وجهة نظره أمام الآخر ومن هنا جاءت عبارة “الصّراع الاجتماعي المعرفي” (Conflit socio-cognitif). وتستمدّ هذه المواقف والمقولات روحها من
تيارين أساسيّن:
v نموذج
“بياجيه” (Piaget) الذي يرى بأن عملية بناء الذكاء تفترض نوعا
من فقدان التوازن التّكيّفي: لأنّه عندما تستعصي علينا الحقائق نكون في حاجة إلى مراجعة
كيفيّاتنا في التفكير والفعل.
v عديد
البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي
لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في تكوين الحكم الفردي. والتي تدعّمت بكتابات النفسانيّ
الرّوسيّ “Lev S. Vygotsky” والتي لم يقع ترجمتها إلى الأنجليزية إلا في
نهاية السبعينات، وفي بعضها يقول: “في تصوّرنا، الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي
من الفردي إلى الجماعي، وإنما من الجماعي إلى الفردي”.
تعريف :
يقصد ببيداغوجيا
المجموعة تلك البيداغوجيا التي تتعلق بعمل التلاميذ ضمن مجموعات لا تصل إلى حد تكوين قسم بالمعنى العادي للكلمة
، وتنبثق هده المجموعات سواء عن طريق تقسيم القسم الى عدد من الاجزاء الصغرى أو عن
طريق ضم تلاميذ لا ينتمون عادة الى نفس القسم .
إن العمل في مجموعات
تقنية من التقنيات التي أصبحت تفرض نفسها على
العمليات التعليمية في هذه العقود الأخيرة خاصة بعد ولادة مفاهيم مثل “التفاعل الاجتماعي
المعرفي” أو “حيوية المجموعات”، وزادها تأكيدا متطلبات “البيداغوجيا الفارقية” عندما
أعلنت عن الحاجة إلى “مجموعات دعم” ما كان منها خاصا بالقسم الواحد وما كان عابرا للأقسام.
ماهي
مسوِّغات العمل بالمجموعات ؟
يتم
اللجوء للعمل بالمحموعات لأجل تجاوز جملة من المعوّقات مثل:
– انحباس التواصل: حيث تعين تقنيات العمل في مجموعات
كلّ تلميذ على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على الاندماج
في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.
– الضعف في التفاعل الاجتماعي: فتقنيات العمل في مجموعات
توفّر فضاء “تفاعل” اجتماعيّ متنوّع يعلّم التلاميذ مع الأيّام كيف يتصرّفون شيئا فشيئا
في نزاعاتهم “conflits” التي تجمع “التدافع” مع “الشّدة” مع اللعب
مع علاقات “السيطرة/الاستسلام” مع القيادة.
– اهتزاز الثقة بالنفس: حيث يجد كلّ تلميذ نفسه مضطرّا
في بعض المواقف إلى أن يشرح بعض “التعلّمات” إلى بعض زملائه أو إلى أن يعبّر عنها،
مما يعيد له الثقة في إمكانياته.
– فقدان الدّافعية
والرّغبة: فتقنيات العمل في مجموعات توفر وضعيات “حيوية” “dynamiques” تسمح بالحركة والتحدّث بين
الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة مغايرة، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار،
وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية من شأنها أن تقنع التلاميذ بأنهم الفاعلون الحقيقيون
في تعلّمهم، فتتولد لديهم الرّغبة في التعلّم.
سلبيات
العمل بالمجموعات :
• طريقة غير عادلة في التقييم ، حيث يأخذ كل عضو
فيي المجموعة نفس علامة الاخرين دون الاعتبار لجهده ومقدرته وكفاءته .
• قد تحتاج الى وقت طويل نوعا ما .
• قد يعتمد اعضاء المجموعة على متعلم أو متعلمين
اثنين ليؤديا العمل بدل عنهم .
• قد تكون مكلفة من حيث الوقت و الامكانيات .
• بحاجة الى الاشراف المستمر من قبل المعلم .
• قد تنشأ الصراعات و الخلافات بين المجموعة الواحدة
أو بين المجموعات تعرقل تحقيق النتائج المرجوة .
متــى
يمكن اللجوء إلى "المجموعات"؟
*في بداية
الحصة:
- لإثارة قسم
- تيسيرا للتواصل وذلك لوجود معوّق أو صراع ينبغي تنظيمه
- لجمع معلومات ضرورية للانطلاق في الدّرس
- لإيقاظ الفضول والدّافعيّة،
وصنع الجاهزية للدخول في تعلّم جديد يكتشفونه بأنفسهم
*وسط
الحصة:
- لتطبيق ما نظّر له
- لتعديل مسار الدّرس حسب درجة الفهم
- لتبين ما يحتاج إلى معالجة
*نهاية
الحصّة:
وذلك لإطلاق نشاط
ذاتي يستكمله التلميذ في فضاءات أخرى غير القسم: كالنّادي أو البيت أو المكتبة أو المخبر..
ولا مانع من أن يكون هذا العمل مع كبار آخرين مسؤولين عن مجموعات..
ما هو
دور الاستاذ في بيداغوجيا العمل بالمجموعات ؟
• منشطًا مسهلاً وليس ملقنا .
• عضوًا في الجماعة وليس رئيسا متسلطا .
• محفِّزًا معزِّزًا وليس أمرا ناهيا .
• متدخِّلاً مشاركًا وليس عضوا رسميا .
• موضِّحًا مُدَعِّمًا
وليس شارحا .
كتوضيح يمكن تحديد ادوار المعلم في
إطار العمل بالمجموعات فيما يلي :
·
اختيار
الموضوع وتحديد الاهداف .
·
تنظيم الصف و
إدارته .
·
تكوين
المجموعات وفقا لمعايير محددة .
·
تحديد المهمات
الرئيسية و الفرعية للموضوع وتوجه التعلم .
·
الإعداد لعمل
المجموعات و توفير المواد التعليمية و تحديد المصادر و الانشطة المصاحبة .
·
تزويد
المتعلمين بالارشادات اللازمة للعمل واختيار منسق كل مجموعة وبشكل دوري وتحديد دور
المنسق ومسؤولياته.
·
تشجيع
المتعلمين على التعاون و مساعدة بعضهم.
·
الملاحظة
الواعية لمشاركة أفراد كل مجموعة .
·
توجيه
الارشادات لكل مجموعة على حدة و تقديم المساعدة وقت الحاجة .
·
التأكد من
تفاعل كل أفراد المجموعة .
·
ربط الأفكار
بعد انتهاء العمل التعاوني وتوضيح وتلخيص ماتعلمه التلاميذ .
·
تقييم أداء
المتعلمين و المجموعات .
ما دور التلميذ في العمل بالمجموعة ؟
عضوًا
فاعلاً.
• مُسَيِّرًا مُنشِّطًا.
• بانيًا مُفكِّرًا.
• مُبدعًا
مُدمجًا.
معايير وآلية تكوين مجموعات العمل هي:
-
تحديد عدد الأفراد المراد إدخالهم إلى المجموعة،
بناءً على العديد من المعايير، ومنها: حجم الأعمال، والوقت المحدد لإنجاز كل هدف، والعدد
المطلوب لإنجاز الأهداف بدقة أكبر ووقت أسرع.
-
يجب اختيار الأفراد بعناية، وذلك لتحقيق الانسجام
المطلوب في العمل، كما يجب أن يكون هناك تنوع في الخبرات والمهارات والمعارف، لضمان
الاستفادة من كافة أعضاء المجموعة.
-
وضع قواعد واضحة ومتينة ومحددة لعمل المجموعة، لتفادي
أي اختلاف في الآراء وأي نزاعات ممكنة، وتنظيم أوقات العمل من حيث البدء والانتهاء،
تفادياً للفوضى، ولتجنب هدر الوقت، وخسارة المعدات التعليمية.
-
توزيع الأدوار والمهام على كافة
أعضاء المجموعة، مع تحديد الصلاحيات المتاحة لكل عضو.
نموذج للعمل بالمجموعات وتوزيع المهام:
-
في حصة من حصص القراءة مثلا :
• تُكلَّف المجموعة الأولى بالمراجعة والتمهيد للدرس.
• تُكلَّف المجموعة الثانية بالطرْح الإشكالي وقراءة النصوص.
• تُكلَّف المجموعة الثالثة بقراءة النصوص، وتوضيح الكلمات الصعبة وتركيبها
في جُمل.
• تُكلَّف المجموعة الرابعة باستخراج المضامين الجزئية والأحكام.
• تُكلَّف المجموعة الخامسة بتحليل العناصر.
• تُكلَّف المجموعة السادسة بالتقويم من خلال أسئلة إجرائية، أو وضعيَّات
تعليميَّة تعلُّمية.
• تُكلَّف المجموعة الأولى بالتغذية الراجعة.
ملاحظات:
-
تتداول المجموعات الأدوار بشكلٍ منظَّم ودَوري.
-
توزّع الأدوار وَفْقًا لطبيعة الدرس.
ليست هناك تعليقات