من اكتشف امريكا ؟ الحقيقة و الاكذوبة .

ينقسم العالم الى عالم متقدم و اخر نامي في طور التقدم ، هذا العالم المتقدم يشمل جميع دول اوروبا المسيحية و امريكا و اسيا المسيحية و الشيوعية ، اما العالم الذي هو في طور التقدم فيشمل الدول الافريقية و الدول العربية و الاسلامية ، لا أدري صراحة صاحب هذه التقسيمة و لا المعيار الذي اعتمد عليه ، لكن ما أعرفه أن فكرة " الدول العربية و الاسلامية و الافريقية " هي دول التخلف و الجهل و السلبية ، وهذا ما تعمل كتب التاريخ خاصة في ترسيخه لأبنائنا .

كثيرة هي العلوم التي كان اصلها من العرب و المسلمين ، وكثيرة هي الاكتشافات التي كان مصدرها ابناء العرب و المسلمين ، لكن حين نتحدث الان عن مصادر هذه العلوم لا نذكر الا الاوروبيون أو الامريكان وكأن العلم محال أن يصدر من غير هؤلاء .

لو سألت طالبا جامعيا الان عن مكتشف العالم الجديد لسمعت كلمة واحدة هي " كريستوفر كولومبوس " ولو سألتهم عن سبب هذا الاكتشاف ستسمع هي رغبة الاسبان في الوصول الى الهند غربا . لكن لو دققت في الامر و اطلعت على ما أخفي عن العامة من كتب لأبهرتك الحقيقة المخفية ، المسلمون هم أول من اكتشف العالم الجديد وتعامل معه بالتجارة . والمسلمون  هم أول من رسم خريطة تضم العالم الجديد وذلك قبل مئات السنين من ولادة كريستوفر كولومبس ، لكن كما يقال دائما فالتاريخ هو رواية المنتصرين أو برواية أخرى هو أكاذيب المنتصرين .

كتب أبو الحسن المسعودي في كتابه المعنون بمروج الذهب ومعادن الجوهر أسطرا تتحدث عن " بحر الظلمات " او المحيط الاطلسي وعن رجل اسمه الخشخاش بن سعيد بن أسود وكان يعرف بأمير البحر انتشرت الاخبار في زمانه أنه دخل الى جوف هذا البحر هو وسبعة من رفاقه وبالضبط في سنة 889 ميلادية وغاب مدة ليعود بعد سنوات مصحوبا بكنوز عظيمة ، ومما جاء في هذا المقال «وعلى الحد بين البحرين أعني بحر الروم وبحر أوقيانوس المنارة النحاس، والحجارة التي بناها هرقل الجبار، على أعلاها الكتابة والتماثيل مشيرة بأيديها أن لا طريق ورائي لجميع الداخلين إلى ذلك البحر بحر الروم؛ إذ كان بحر لا تجري فيه جارية ولا عمارة فيه، ولا حيوان ناطق يسكنه، ولا يحاط بمقداره، ولا تحدرى غايته، ولا يعلم منتهاه، وهو بحر الظلمات والأخضر والمحيط وقد قيل إن المنارة على غير هذا الزقاق، بل في جزير من جزائر بحر أوقيانوس المحيط وسواحله . وقد ذهب قوم إلى أن هذا البحر أصل ماء سائر البحار، وله أخبار عجيبة قد أتينا على ذكرها في كتابنا أخبار الزمان في أخبار من غرر وخاطر بنفسه في ركوبه، ومن نجا منهم، ومن تلف، وما شاهدوا منه، وما رأوا، وأن منهم رجلا من أهل الأندلس يقال له خشخاش، وكان من فتيان قرطبة وأحداثها فجمع جماعة من أحداثها، وركب بهم مراكب استعدها في هذا البحر المحيط، فغاب فيه محة ثم انثنى بغنائم واسعة، وخبره مشهور عند أهل الأندلس وبين هذه المنارة المنصوبة» .

الشاهد هنا أن أهل ذاك الزمن كانوا على يقين أن م اوراء بحر الظلمات ( المحيط الاطلسي ) توجد أرض زاخرة بالكنوز ، بل تواترت الاخبار أن بعض البحارة المسلمين كانوا يبحرون اتجاهها لأجل مبادلة بعض الملابس و الاقمشة والخرز الملون بالذهب ، حتى أن من المسلمين من رسم خريطة ضمت ارضا توجد غرب افريقية، ومما انتشر أن كريستوفر كولومبوس لما أراد الابحار الى الهند ( بحسب قول الكتب التاريخية المدرسة في مدارسنا - او العالم الغني بالكنوز بحسب الحقيقة - ) سنة 1492أصر على الملكة ايزابيلا أن يأخذ معه بحارة مسلمين ، بل وقد اعتمد على خريطة الشريف الادريسي التي رسم فيها جزء من قارة امريكا ضمنها .

 بالإضافة الى ما ذكر عن الخشخاش و اصدقاؤه هناك أبطال اخرين من المغرب تحديدا ساهموا في اكتشاف مدن الذهب في امريكا كأريزونا مثلا  ، ومنهم الشهير سعيد بن حدو الأزموري و المعروف عربيا بمصطفى الازموري وعالميا  بأسماء إستيبان وإستيبان إلمورو وإستيبانيكو وستيفن الأسود وستيفن مور وستيفن الصغير". 

اشتهر عن هذا البحار أنه رافق الحملات الاسبانية في العالم الجديد و عاش مغامرات مثيرة نجى فيها من الموت عدة مرات ومنها أنه سافر مع ما يزيد عن ثلاثمئة شخص كلهم ماتوا إما بالجوع أو العطش أو سهام السكان الاصليين ولم يبق منهم الا هو و ثلاث اشخاص .