فلسفة التربية الدامجة - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

فلسفة التربية الدامجة

من البديهي وقبل الدخول في صميم الموضوع  لابد من تعريف مفهوم الاعاقة قانونيا و طبيا و تربويا .
 فماهي الاعاقة ؟ وماهو الانسان "المعاق " ؟
تعريف الاعاقة :
نحو مجتمع متضامن 
لم يضع الفقهاء تعريف جامعا مانعا للإعاقة فقد تعددت التعريفات وذلك علي النحو التالي :
* فقد عرفت الموسوعة الطبية الأمريكية الإعاقة بأنه ” كل عيب صحي أو عقلي يمنع المرء من أن يشارك بحريه في نواحي النشاط الملائمة لعمره ، كما يولد إحساسا لدي المصاب بصعوبة الاندماج في المجتمع عندما يكبر “.
* طبقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية  يشير مفهوم العجز أو عدم القدرة في سياق النشاط البشري إلي وجود عاهات جسمانية أو عقليه نشأت نتيجة لمرض أو حادث أو عنف أو وراثي يؤدي إلي إعاقة الوظائف الحياتية أو مستويات أدائها المرتبطة بمكان ونوع العاهة ، وهو ما يعني فقداً أو إقلالا لفرص إحراز التقدم في العناية بالنفس أو التعلم أو العمل وغيرها من الأنشطة الإنسانية “.
* عرف ميثاق الثمانينات (1990:1980) لرعاية المعاقين الصادر عن المؤتمر العالمي الرابع عشر للتأهيل الدولي بكندا  الإعاقة “بأنها تقييد أو تحديد لمقدرة الفرد علي القيام بواحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر من المكونات الأساسية للحياة اليومية ، مثل القدرة علي الاعتناء بالنفس ومزاولة العلاقات الاجتماعية والأنشطة الاقتصادية “.
* وتصف القواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين لعام 1993م ، التي اعتمدتها الجمعية العامة في قرارها 96/48 الصادر في 20 ديسمبر 1993م مصطلح العجز بأنه ” يلخص عدداً كبيراً من أوجه القصور الوظيفي المختلفة ، التي تحدث لدي أية مجموعه من السكان … وقد يتعوق الناس باعتلال بدني أو ذهني أو حسي ، أو بسبب أحوال طبية ما أو مرض عقلي ما ، وهذه الاعتلالات أو الأحوال أو الأمراض يمكن أن تكون بطبيعتها ، دائمة أو مؤقتة
* وفي قانون تأهيل المعاقين رقم 39 لسنة 1975م  عرف المعاق في المادة الثانية منه بأنه ” كل شخص أصبح غير قادر علي الاعتماد علي نفسه في مزاولة عمله أو القيام بعمل أخر أو نقصت قدرته علي ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي أو نتيجة عجز خلقي منذ الولادة “.
*وفي دستور التأهيل المهني للمعاقين الذي أقره العمل الدولي عام 1955م
مصطلح معاق معناه فرد نقصت إمكاناته للحصول علي عمل مناسب والاستقرار فيه نصاً فعلياً نتيجة لعاهة جسيمه أو عقليه “.
وطبقاً لتعريف الامم المتحدة  ” هو أي شخص ـ ذكر أو أنثي ـ غير قادر علي أن يؤمن بنفسه بصوره كليه أو جزئيه ضرورات حياته الفردية أو الاجتماعية العادية أو كلتيهما بسبب نقص خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمانية أو العقلية “.
على مر التاريخ لم يخلُ أي مجتمع إنساني من وجود الإعاقة بين أفراده ، غير أن النظرة إلى الانسان المعاق كانت مختلفة من مجتمع إلى أخر ، ومن زمن إلى الأخر تبعا لمجموعة مختلفة من العوامل والمعايير .
لقد تعدد أشكال وأساليب رعاية الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة طبقا لنوع الفلسفات والسياسات التي توجه هذه الرعاية ومن بين الأساليب التي حظيت بانتشار واسع في الكثير من دول العالم " أساليب الدمج " والذي يتضمن تقديم مختلف الخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة في الظروف البيئية العادية التي يحصل فيها أقرانهم من العاديين على نفس الخدمات والعمل بقدر الإمكان على عدم عزلهم في الأماكن منفصلة .
تعريف الدمج :
الدمج هو " التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل " ، وارتبط هذا التعريف بشرطين لابد من توافرهما لكي يتحقق الدمج وهما :
1) وجود الطفل في الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي .
2) هو الاختلاط الاجتماعي المتكامل .
عرف كيرك وجاليجر"1979م" الدمج بأنه إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً وهذا يعني بأن الطفل ذا الاحتياجات الخاصة يجب :
- أن يوضع مع أقرانه العاديين .
-أن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية .
-أن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل البيئات تقييداً .
أما تعريف ودل " 1995م " للدمج على أنه عامل هام يمكَن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من أن يصبحوا مواطنين مقبولين في مجتمعاتهم
الأهداف المتوقع تحقيقها من الدمج :
ü    إزالة والوصمة المرتبطة ببعض فئات التربية الخاصة ،لتخفيف الأثار السلبية الاجتماعية لدى بعض فئات التربية الخاصة وذويهم ، والمرتبطة بمصطلح مثل الإعاقة .
ü    مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على نمو متكامل  في جميع النواحي الجسمية والعقلية والوجدانية إلى أقصي حد تصل إليه قدراتهم واستعداداتهم ، وتزويدهم بالقدر الضروري من المعرفة الأساسية التي تناسبهم واستغلال كل ما لديهم من قدرات ليكونوا بقدر الإمكان قوة عاملة منتجة .
ü    تجنب اضطرابات النمو والسلوك التي تحدثها الإعاقة والأعراض المرافقة لها ، والوقاية من الاضطرابات النفسية ، وأسباب عدم التكيف النفسي ،والوصول إلى تحقيق تربية استقلاليه للمعاق يعتمد فيها على نفسه إلى أكبر حد ممكن على قدر ما تسمح به حواسه وقدراته المتبقية .
ü    التأهيل التربوي لذي الاحتياجات الخاصة  ، بإتاحة الفرص أمامه حسب ما تبقي لدية من قدرات في تعلم أساسيات المعرفة ، من كتابة ، وحساب وقراءة ، وكل ما يتعلق بأوجه الأنشطة الأخرى التي تساعده ،على النمو ، والتكيف الشخصي والاجتماعي ، والاندماج في الحياه الاجتماعية .
مسوغات الدمج :
إن الأدبيات التربوية الحديثة تزخر بالآراء المقنعة المؤيدة ، لدمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين في نفس البيئة التعليمية
ü    المبررات الاجتماعية الأخلاقية :-
فالدمج يشجع المجتمع على تبني نظرة إيجابية نجو الأشخاص المعاقين ، وأن عزل الأشخاص المعاقين يشجع من حيث المبدأ تطور وجهات النظر والاتجاهات السلبية مثل العزل والشعور بالذنب والقلق والخجل ، أما الدمج فهو يهيئ الفرص لتطور الإدراكات الاجتماعية الواقعية ، والمتمثلة في الاعتراف بوجود الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والبحث عن حلول .
ü    المبررات القانونية والتشريعية :-
ظهور القوانين والأنشطة التشريعية في معظم دول العالم في الوقت الراهن تنص صراحة على حق الأطفال ذوى الاحتياجات في تلقي الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية أسوة بأقرانهم من الأطفال ، وفي أقل البيئات التربوية تقيدا ،أي أنه يتماشى مع حقوق الإنسان الأساسية في سياق التعليم للجميع مثل القانون الأمريكي 1975م .
ü    المبررات النفسية الاجتماعية :-
أن الأطفال بحاجة إلى التعامل مع الأخرين والتعامل مع ظروف الحياة اليومية وحرمان الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة من فرص المشاركة في نظم التعليم المدرسي العادية ، يترتب عليه حرمان الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة من حقة في الانتماء إلى المجتمع وفي المساهمة في بناءة .
أنواع الدمج :
1-   الصفوف العادية الملحقة بالمدرسة العادية :
تعتبر الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية شكلاً من أشكال الدمج الأكاديمي ، ويطلق عليها أسم الدمج المكاني حيث يلتحق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في نفس البناء المدرسي ، ولكن في صفوف خاصة بهم أو وحدات صفية خاصة بهم في نفس الموقع المدرسي ويتلقى الطلبة غير العاديين في الصفوف الخاصة ولبعض الوقت برامج تعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة في غرفة المصادر، كما يتلقون برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية ، ويتم ترتيب البرامج التعليمية وفق جدول زمني معد لهذه الغاية ، بحيث يتم الانتقال بسهولة من الصف العادي إلى الصف الخاص ، وبالعكس ، ويهدف هذا النوع من الدمج إلى زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الأطفال غير العاديين والأطفال العاديين في نفس المدرسة .
ومن الممكن أن يكون الدمج المكاني غير فعَال في إجراء التواصل بين الأطفال خاصة إذا لم تجرى تحضيرات مسبقة وإشراف مناسب لإحداث تفاعل ما بين الأطفال العاديين وغير العاديين .
2- الدمج الأكاديمي :
يقصد بالدمج الأكاديمي التحاق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت ، حيث يتلقى هؤلاء الطلبة برامج تعليمية مشتركة ويشترط في مثل هذا النوع من الدمج توفر الظروف والعوامل التي تساعد على إنجاح هذا النوع من الدمج ، ومنها تقبل الطلبة العاديين للطلبة الغير العاديين في الصف العادي ، وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنباً إلى جنب مع المدرس العادي في الصف العادي وذلك بهدف توفير الطرق التي تعمل على إيصال المادة العلمية إلى الطلبة غير العاديين ، إذا تطلب الأمر كذلك ، وكذلك توفير الإجراءات التي تعمل على إنجاح هذا الاتجاه والمتمثلة في التغلب على الصعوبات التي تواجه الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية ، والمتمثلة في الاتجاهات الاجتماعية ، وإجراء الامتحانات وتصحيحها .
3- الدمج الاجتماعي :
يقصد به دمج الأفراد غير العاديين مع الأفراد العاديين في مجال السكن والعمل ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج الوظيفي ، وكذلك الدمج في البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة بالمجتمع ، ويهدف هذا النوع من الدمج إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية بين الأفراد العاديين وغير العاديين .
الشروط الواجب مراعاتها في التخطيط لبرامج الدمج المثالي :
يعتبر الدمج من العمليات المعقدة التي تحتاج إلى تخطيط سليم للتأكد من نجاح البرنامج بحيث يكون مخططاً له بصورة دقيقة حيث أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين سيستفيدون من هذا البرنامج يجب أن يحصلوا على مستوى من التعليم لا يقل عن البرنامج المطبق في المدارس الخاصة ، أيضاً وجود الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية لا يجب أن يؤثر بأي حال على برنامج المدرسة العادية ومستوى تقدم وطموح الطلبة وأن لا يشكل عبئاً إضافياً على المعلم في المدرسة العادية .
المقومات التي يجب توافرها لنجاح عملية الدمج :-
-         تحديد معايير توحد المسار التعليمي ( الدمج).
-         إعداد الطلبة ذوى الاحتياجات الخاصة لدخول المسار التعليمي الموحد ( الدمج) .
-         إعداد الطلبة العاديين لبرنامج توحيد المسار التعليمي .
-         خلق نسق الاتصال وتعزيز التواصل بين جميع عناصر الدمج .
-         تكيف المناهج الدراسية وتعديلها
-         مواءمة وتعديل طرق التدريس للطلبة المدمجين
-         إعداد المعلم العادي ومعلم التربية الخاصة في عملية الدمج
-         تهيئة البيئة المدرسية لطفل ذوى الاحتياجات الخاصة
-         مساهمة الاباء واولياء الامور في عملية الدمج ضرورية بل محورية لنجاح عملية الدمج .
-         تقبل الإدارة المدرسية والهيئة التدريسية والطلبة في المدارس لبرامج الدمج وقناعتهم به وهذا لن يتم إلا بعد توضيح أهمية الدمج لكل من الإدارة المدرسية والمعلمين وأولياء أمور الطلبة.
     - إعطاء المعلمين حرية اتخاذ القرارات المهنية في تعديل المنهج وإضافة البرامج المناسبة. 

ليست هناك تعليقات