التربية الجنسية بالمدارس التونسية ، سابقة في الانظمة التعليمية العربية .
![]() |
قرار يطمئن فعاليات حقوقية و يخيف فعاليات دينية |
في سابقة من نوعها في النظام التعليمي العربي ، قررت وزارة التربية الوطنية بتونس إدراج "مفهوم التربية الجنسية " في البرامج التعليمية التونسية ، حيث ستكون هذه الاضافة موجهة للتلاميذ من سن خمس سنوات إلى خمس عسرة سنة ، والهدف منها هو جعل التلميذ على معرفة بتفاصيل جسده و خاصة ما يتعلق منها بالأعضاء الحساسة ، مما سيمكنه من ادراك مفهوم الخصوصية المتعلقة بالجسد ويجنبه التحرش .
ووفق ما ذكرته السيدة ليلى بن ساسي مديرة المرصد الوطني للتربية فإن هذا المتغير( التربية الجنسية ) سيتم تطبيقه انطلاقا من الموسم المقبل (2020 / 2021 ) كخطوة تجريبية ب13 دائرة محلية ، وهذه العملية التجريبية ستكون بتعاون بين وزارة التربية الوطنية و منظمة الامم المتحدة و المعهد العربي لحقوق الانسان و الجمعية التونسية للصحة الانجابية .
ومن المقرر أن يتم تقديم هذا المحور الجديد ( التربية الجنسية ) ضمن مواد أخرى كالتربية الاسلامية و العلوم و اللغات ، أو ضمن الانشطة الثقافية و الفنية ، بمعنى أنها لن تكون مادة مستقلة كما يظن البعض و يخشاه .
وفي تصريح لها مع قناة فرانس 24 قالت ليلى بن ساسي أن ماهية هذا المفهوم الجديد هي " التربية على الصحة الجنسية " حيث سيرتكز تدريسها على تدريب الطفل على حماية نفسه و اكتساب مهارات حياتية تمكنه من قول "لا " والتصدي لأي استغلال لأعضائه الحميمية .
وردا على الجدل الذي أثير بخصوص إقرار هذه المادة داخل الشارع التونسي و خاصة بعد اتهامات للجهات المسؤولة بمحاولة نشر ثقافة "الانحطاط الخلقي " ، قالت بن ساسي إن إدراج التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية سيأخذ بعين الاعتبار القيم و المبادئ الاخلاقية و الاجتماعية و الدينية لتونس .
السبل العملية لإدراج مبادئ التربية الجنسية .
بحسب الاستاذة أرزاق خنتيش ( المديرة التنفيذية للجمعية التونسية للصحة الانجابية ) وفي تصريح لها مع جريدة " العربي الجديد " حول سبل تفعيل هذه المبادئ داخل المقرر الدراسي قالت : ستنطلق التجربة من التحضيري، أي 5 أعوام إلى بقية التلاميذ، من خلال وضع أنشطة التربية الجنسية وفتح باب النقاش في ثلاث مواد أساسية، وبالتالي لن تكون مادة التربية الجنسية منفصلة بل ضمن بقية المواد"..
ووضحت خنيتش أن التربية الجنسية ستكون من خلال تبسيط المفاهيم وتمرير رسائل لتوعية الأطفال. مثلاً، بالنسبة إلى سنوات التحضيري، يجري الحديث عن معطيات عامة تتعلق بنظافة الجسد وكيفية الوقاية من التحرش، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يصلون إلى سنّ البلوغ ولا يفهمون التغيرات التي تطرأ على الجسم، ولا يعرفون أجسادهم. وهناك من يعانون من مشاكل نفسية، حتى إن البعض الآخر يصل به الأمر إلى حد الانتحار ولا يجد من يتحدث إليه. وتؤكد أنه لا بد من معرفة معنى التربية الجنسية، لأن البعض ينخرط في هذه الخطوة من دون الوقوف على إيجابياتها. فالتربية الجنسية ليست أمراً إباحياً، بل هي تزويد المراهقين والأطفال بالمعلومات التي يحتاجونها في هذا الخصوص.نشير الى أن إدراج التربية الجنسية في المدارس التونسية جاء استجابة لمطالب رفعتها جمعيات المجتمع المدني خصوصا بعد الحادثة المؤسفة التي جرت في مدرسة بمدينة " الصفاقس" في فبراير سنة 2015 ، حيث ثم اكتشاف اعتداءات جنسية وقعت على تلاميذ من طرف معلمهم ، مما أعاد الجدل حول دور الدولة ومؤسساتها في حماية الاطفال من الاعتداءات الجنسية و التحرش.
إن التربية الجنسية يحتاجها الآباء والأمهات أكثر من التلاميذ، فكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون ماذا يحتاج الأبناء من الثقافة الجنسية ، وكيف يوصلون لهم المعلومات الصحيحة ؟ من هذه الأمور : أن بعض الأمهات يفرطن فى التحذيرات والتنبيهات خاصة للبنات ، لا تتحدثي مع غرباء ، احذري أي رجل ، وتكثر من التخويف والترهيب من الجنس الآخر ، مما يخلق اضطرابات نفسية وخوفاً من الزواج أو الفشل وتخشى الزوجة اقتراب الزوج منها وتنفر وتخاف من العلاقة الجنسية . لذلك من الافضل لو تم عقد دورات للتثقيف الجنسي للآباء قبل التلاميذ.
ليست هناك تعليقات