الدروس الخصوصية ،جنة المعلمين جحيم الأسر - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

الدروس الخصوصية ،جنة المعلمين جحيم الأسر


 
دروس خصوصية في كل منزل
تحولت انشغالات الاسر من تدبير المعيشة ومتطلباتها إلى هم توفير واجبات الظاهرة المشينة التي باتت تؤرقهم ألا وهي الدروس الخصوصية ، ظاهرة انتشرت في بقاعنا العربية انتشار النار في الهشيم ، كيف لا وهي صارت رمزا للاغتناء السريع ، الاغتناء الذي لا حسيب عليه و لا رقيب و لا نظام يحكمه و يقلص جبروت طغيانه .

بينما تزداد جيوب " المدرسين " أصحاب هذه الظاهرة انتفاخا ، تفرغ جيوب الأسر التي لا تجد بدا من الانخراط  فيها مرغمة لا محبة ، و لقد رأينا كيف استثمر الجميع في هذه الظاهرة حتى بدأنا نشاهد تفريخ مراكز بالمئات في مدن صغيرة مختصة في تقديم الدروس الخصوصية ، بل صار حتى من ليست له أدنى تجربة في عالم التربية و التعليم مدرسا خصوصيا ينافس المتمرسين في الميدان . 

هي سوق سوداء للتعليم إذا ، تكلف ملايير الدراهم و الدنانير و الجنيهات على الاسر العربية ، ففي مصر على سبيل المثال لا الحصر كشفت دراسة أعدها مركز المعلومات في مجلس الوزراء المصري أن ما بين 61- 77 في المائة من طلاب المدارس في السنوات الدراسية المختلفة يحصلون على دروس خصوصية، فيما أشارت إحصاءات رسمية إلى أنَّ هذه الدروس الخصوصية التي تُحَرِّمها وتحاربها وزارة التعليم تُكَلِّف الأُسَر المصريّة ما يُقارِب 15 مليار جنيه سنويًا، أي ما يعادل 3.3 مليار دولار أمريكي.

وقالت الدراسة التي شملت ألف أسرة مصرية وأوردتها مجلة “المصوّر” الحكومية، أن متوسط إنفاق الأسرة على الدروس الخصوصية يُعادل حوالي 90 دولارًا شهريًا (500 جنيه)، في حين أنَّ هذا الرقم يُمَثِّل الدخل الشهري للعديد من الأسر، وأن الدروس تَكثُر في المرحلة الثانوية، في حين تبلغ 50٪ من الطلاب في المرحلة الابتدائية.
أما في الجزائر فهناك من الاسر من تدفع أكثر من 1200 إلى 2000 دينار للتلميذ الواحد  في السنوات الاولى للمرحلة الابتدائية ، أما إذا تحدثنا عن ‘سعار الدروس الخصوصية للٌسام النهائية فقد بلغت 10000 دينار الامر الذي لا تطيقه أغلب الأسر الجزائرية ، أما في المغرب فيختلف السعر من مدينة لأخرى ومن مستوى لأخر ، فمن 400 أو 500 درهم للشهر للتلميذ الواحد حتى 2000 درهم في الشهر .

تتعدد أسباب انتشار هذه الظاهرة وتختلف عناصر بين تقصير المدرسين " عنوة " في أداء عملهم داخل المؤسسات التعليمية التي يشتغلون بها ، إلى إتكالية التلاميذ وانتظاريتهم للشرح اليسير و المساعدة على الفهم ، إلى رغبة الأباء في تحصل أبنائهم على نقط ولو كانت مؤدى عنها أو غير مستحقة عن جهد . 

أما عن نتائج هذه الدروس فيمكن أن نذكر أشدها سلبية على المجتمع وهي انعدام تكافؤ الفرص بين التلاميذ ، فمن ينتمي لأسر فقيرة عليه أن يدبر أموره لوحده سواء داخل الفصل الدراسي أو في بيته ، و كم راينا و سمعنا عن المعاملة التفاضلية التي يتلقاها التلميذ المستفيد من الدروس الخصوصية من طرف مدرسه داخل قسمه و عن المعاملة الاقصائية لغير المستفيد ، أما إن تحدثنا عن تقاعس " المعلم" في قسمه رغبة في دفع تلامذته لطلب الدروس الخصوصية فتلك طامة ابتليت بها منظوماتنا التربوية للأسف .
مؤخرا أدرج في قانون مصر الجديد عقوبات حبسية مشددة  في حق من يزاول "مهنة " الدروس الخصوصية ، هذا التدخل وإن كان مرجوا فإن على الدولة أن تدعمه بإجراءات اقتصادية  محفزة كزيادة أجور المعلمين ، أو إعطائهم إمكانية فتح مراكز الدعم و التقوية بشكل مقنن و مراقب و متاح للجميع أغنياء و فقراء .

ليست هناك تعليقات