مفهوم صعوبة التعلم .... كيفية التعامل مع ذوي صعوبة التعلم - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

مفهوم صعوبة التعلم .... كيفية التعامل مع ذوي صعوبة التعلم



تتعدد المعيقات  التي يواجهها الفرد ( التلميذ ، الطلب ، البالغ ...) في مراحل تعلمه المؤسساتي ، الشيء الذي يجعله غير قادر على مواكبة أقرانه ( الأسوياء) في عملية الإكتساب و التعلم ، من بين هذه المعيقات نجد عائق "بطء التعلم " ، " تأخر التعلم " ، "التخلف العقلي " و "صعوبة التعلم " ، في مقالنا هذا سنتطرق لمفهوم صعوبة التعلم و سبل التعامل مع ذوي صعوبة التعلم .

 

الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم يكونون عادة أسوياء و لا يلاحظ المعلم أو الأهل أية مظاهر شاذة تستوجب تقديم معالجه خاصة ، بحيث لا يجد المعلمون ما يقدمونه لهم إلا نعتهم بالكسل و اللامبالاة أو التخلف والغباء و تكون النتيجة الطبيعية لمثل هذه الممارسات تكرار الفشل و الرسوب و بالتالي التسرب من المدرسة.

فما يحتاجه هؤلاء التلاميذ هو وجود بيئة تعليمية و دعم دراسي ملائم و رعاية فردية مناسبة للتعامل مع نواحي القوة و التركيز عليها و تعزيزها و تقليص مواطن الضعف المحددة لديهم، لتعليمهم المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى الإستراتيجيات التعليمة أو  الأساليب التي سوف تساعدهم في السير في صعوبات التعلم عند كل تلميذ يبدأ بمجرد دراستهم وفقاً لقدراتهم الفعلية.

 
1 - مفهوم صعوبة التعلم   

هو مصطلح  يصف مجموعة من التلاميذ الذين يظهرون انخفاضاً في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي أو فوق المتوسط، إلا أنهم يظهرون صعوبة في بعض  العمليات المتصلة بالتعلم: كالفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق، أو إجراء العمليات الحسابية  أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات السابقة،  ويستبعد من  حالات صعوبات التعلم ذوو الإعاقة العقلية  والمضطربون انفعالياً والمصابون بأمراض وعيوب السمع والبصر وذوو الإعاقات المتعددة والذين يعانون من حرمان بيئي،  وثقافي واقتصادي ذلك حيث أن إعاقتهم قد تكون سبباً مباشراً  للصعوبات التي يعانون منها .
  2 - أنواع صعوبات التعلم
 
 1 - صعوبات التعلم النمائيه :  
  صعوبات تتعلق باضطراب أوخلل في العمليات الأساسية اللازمة للتعلم الأكاديمي مثل الانتباه والتذكر،والإدراك،والتفكير،واللغة،والعمليات الأدراكيه- الحركية
 2 - صعوبات التعلم الأكاديمية :
 ترتبط بتعلم مهارات القراءة والحساب والكتابة والتهجئه .
 
 3 - مظاهر صعوبة التعلم :
1-    3 الصعوبات النمائية     
-         الانتباه   :  
ü     لديه قصور واضح في الانتباه إلى التفاصيل.
ü     لديه سعة انتباهيه قصيرة .
ü     لا يصغي إليك عندما تتحدث إليه بشكل مباشر.
ü     لديه قصور في اتباع ومتابعة التعليمات.
ü     يفشل في إنهاء المهام أو الواجبات أو التكليفات.
ü     يجد صعوبة في تنظيم المهام أو الأعمال المطلوبة.
ü     يتجنب المهام التي تتطلب جهد عقلي مستمر.
ü     يتكرر فقده لأدواته وأغراضه.
ü     يتشتت انتباهه بسهوله ولأبسط المشتتات.
ü     ينسى الأنشطة اليومية المطلوبة منه.

-         الإدراك :                
·        السمعي  
- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات والحروف المتشابهه(قلب،كلب)(سورة،صورة)(صبر،سبر)       
-          -  عدم  القدرة على تخزين واسترجاع ما يسمعه الطالب من تعليمات.مثل(اغلق الباب وافتح    النافذة واخرج الكتاب ....) 
o    - عدم القدرة على تذكر ترتيب الفقرات في قائمة من الفقرات المتتابعة.مثل (الحروف الهجائية أو شهور السنة
·        البصري
         -عدم القدرة على التمييز بين الأشكال وإدراك أوجه الشبه والاختلاف بينها.مثل(ص،ض)(ت،ث-
         - عدم القدرة على  وضع الاشياء في الفراغ.مثل(اعطاء الطالب رسم ينقصه شي معين ومطالبته بإختيار الجزء الملائم للفراغ) 
             
·        الحركي            
يظهر الأطفال ممن لديهم صعوبات في التعلم مشكلات في الجانب الحركي في كل من الحركات الكبيرة والحركات الدقيقة وفي مهارات الإدراك الحركي.
ومن أهم المشكلات الحركية الكبيرة التي يمكن أن تلاحظ لدى هؤلاء الأطفال هي مشكلات التوازن العام، وتظهر على شكل مشكلات في المشي والجري  والرمي والقفز والإمساك ، أما مشكلات الحركات الدقيقة فتظهر على شكل ضعف في الرسم والكتابة واستخدام المقص و مسك القلم أو الطبشورة  وتزرير الثياب.

- الذاكرة : محدودية سعة الذاكرة مع النسيان السريع.     -  


الصعوبات الأكاديمية ( سنفصل طرق التعامل معها في موضوع لاحق بإذن الله) :

   2 – 3 - القراءة
 
عدم معرفته لأسماء الحروف  
 -  عدم نطق حروف معينه
 - عدم التمييز بين الحروف المتشابهه 
- عدم إعطاء حروف المد حقها 
-  حذف بعض الحروف من الكلمة 
- إبدال بعض الحروف 
- إضافة حروف زائدة إلى الكلمة
 - عدم التسلسل في نطق الحروف 
- خطأ في نطق اللام الشمسية واللام القمرية 
- تخطي الكلمة غير المعروفة 
.
2- 3 -    الحساب :
       - يخطيء في إنجاز  العمليات الحسابية ولو كانت جد بسيطة ( الجمع، الطرح، الضرب، القسمة)
         ) لا يستطيع تحديد الاتجاهات ( يمين ، يسار ، أمام ، خلف
     -    لا يستطيع فهم الرموز
       - لا يستطيع العدّ
       - لا يستطيع تحديد مسمى الأشكال(مربع، مثلث، دائرة، مستطيل)
       -  لا يعرف القيم النقدية
-لا يستطيع تسمية الأحجام وتحديد مفهومها( صغير، كبير، طويل، قصير)
     -  لا يستطيع تحديد مفاهيم الوقت( متأخر، مبكر، الان، لاحقاً، اليوم)
     - لا يستطيع تحديد المسافات.
    -         لا يدرك معنى الكسور 
3 - 3 -         الكتابة :
       - يخطيء في ترتيب حروف كلمة
       - كتابة كلمة بشكل معكوس
        -  لايستطيع تتبع الكلمات في السطر الواحد
        -  يصعب عليه نسخ مايكتب على السبورة
        -  يستخدم تعبيرا كتابيا لايتلائم وعمره الزمني

4 - أسباب صعوبة التعلم 

قد ينتج السبب الرئيسي لصعوبة التعلم إما  خلال فترة الحمل او خلال لحظة الولادة او بعد الوالدة .

: خلال فترة الحمل -
أ  ـ نقص في تغذية الأم.
ب ـ بعض الأمراض التي قد تصيب الأم أثناء فترة الحمل مثل الحصبة الألمانية والسكري.
ج ـ عمر الأم قبل الولادة  

خلال فترة الولادة: -
أ  ـ نقص الأكسجين ( في دماغ الوليد )  أثناء الولادة.
ب ـ الولادة المبكرة.
ج ـ إصابات الولادة نتيجة لاستخدام الأدوات الطبية.

-         بعد الولادة:
أ ـ الحوادث التي تؤدي إلى ارتجاج الدماغ
  ب ـ أمراض الطفولة مثل: التهاب الدماغ، والتهاب السحايا والحصبة الألمانية، والحمى

             طفل صعوبة التعلم معامل ذكائه  في الغالب فوق المتوسط إلى مرتفع

 
5 – التعامل مع طفل صعوبات التعلم .
تختلف سبل التدخلات العلاجية لفائدة ذوي صعوبات التعلم بين تدخلات طبيعية وأخرى طبنفسية ، كما يتعدد المتدخلين في العلاج من  الأولياء إلى التربويين . 



 أولا : دور الوالدين في التعامل مع الطفل

 يقدّم الوالدين دوراً مهماً في مساعدة الطفل على تجاوز مشكلة صعوبات التعلّم، وما يلي بعض النصائح يجب اتباعها :
 - أول شيء على الوالدين فعله هو تقبل وضعية الطفل واعتبارها امرا خارج عن  إرادته .
-  عدم التذمر أو إطلاق المسميات التي تقلل من دافعية الطالب من مثل غبي – فاشل – وغيرها من الألفاض .
-  تعلّم كل الأمور الخاصّة بالصعوبة التي يُعاني منها الطفل ومدى تأثيرها على عمليّة التعلّم، من خلال البحث ووسائل الدعم وتكوين القدرة المناسبة للقيام بدور فعّال واتخاذ القرار المناسب لمعالجة الطفل.
- التواصل الدائم مع المدرسة لمواكبة تحسن وتطور وضعية الطفل وكذلك لأجل فهم القوانين الخاصّة بالتعليم الخاص في المدرسة؛ للتأكّد من أنّ الطفل يحصل على جميع ما يحتاجه؛ ففي بعض الأحيان لا تقدّم الخدمات المتوفّرة دون طلبها بشكلٍ مباشر.
-  التأكّد من ممارسة الطفل  للعادات الصحيّة السليمة - يعتمد التعلّم على القدرات العقلية وليست الجسدية فقط، لذلك فإنّ العادات الصحيّة تعتبر مهمّة جداً، حيث إنّ الاهتمام بدفع الطفل لممارسة التمارين الرياضيّة، والحصول على ساعات النوم الكافية، وتناول الطعام الصحي( انظر أغذية يحتاجها دماغنا )   يساعد الطفل المصاب بصعوبات التعلّم على التركيز، والدقة، وبذل الجهد.

قد تنعكس مشكلة صعوبات التعلّم بشكلٍ سلبي على تقدير الطفل لذاته، لذلك يجب الانتباه للطفل، ومراقبة أعراض الاكتئاب كالمزاج الذي يشعر به، والتغيّر في عادات نومه وشهيّته، أو عدم إبداء الاهتمام بالأنشطة التي يقوم بها عادةً
.
-       إضاءة : يجب أن يعتني الآباء بأنفسهم ، بتلبية الحاجات العاطفية والجسدية للتمكّن من العناية بأطفالهم، حيث لا يمكن امتلاك القدرة على مساعدة الطفل في حالة الشعور بالإرهاق، أو الضغط، وعدم تلبية الحاجات العاطفيّة، على العكس من ذلك يمكن التواصل بشكلٍ جيد مع الطفل ومساعدته عند الشعور بالراحة والتركيز.

ثانيا : تحديد طريقة تعليم الطفل بشكل أفضل .

 هناك طريقة محددة يكتسب بها الأشخاص التعليم بشكلٍ أفضل، سواء أكانوا مصابين بصعوبات التعلّم أم لا، فهناك بعض الأشخاص الذين يتعلّمون بشكلٍ أفضل عن طريق المشاهدة، أو القراءة، أو الاستماع، أو الممارسة، لذلك يمكن مساعدة الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلّم عن طريق تحديد الطريقة الأفضل للتعلّم، وعند معرفة الطريقة الأفضل لتعليم الطفل سواء أكانت بصرية، أم صوتية، أم حركية، يجب استخدامها في الفصول الدراسيّة اللاحقة، أو التعليم المنزليّ، وفيما يأتي بعض الخطوات التي تساعد على معرفة نوع التعليم الأفضل للطفل :

المتعلم البصري :
 تتوفر الصفات الآتية في المتعلّم البصري:- التعلّم بشكلٍ أفضل عن طريق استخدام المشاهدة أو القراءة- التعلّم بشكلٍ أفضل عند طرح المادة بصورة بصرية وليست لفظية-  الاستفادة من الملاحظات المكتوبة، والاتّجاهات، والرسومات البيانيّة، والخرائط، والصور.

             قد يمتلك هذا النوع من الأطفال موهبة الرسم، بالإضافة للقراءة، والتهجئة بشكلٍ جيّد. 

المتعلم الصوتي :
تتوفر الصفات الآتية في المتعلّم الصوتي: - التعلّم بشكلٍ أفضل عن طريق الاستماع -  التعلّم بشكلٍ أفضل في البيئات التعليميّة المعتمدة على المحاضرات، والتقارير والاختبارات الشفويّة -  الاستفادة من النقاشات في الحصص الصفيّة، ونطق الاتجاهات، والمجموعات الدراسيّة .

        قد يميل هذا النوع من الأطفال إلى حب الموسيقى، واللغات، والصعود على المسرح.

 المتعلم الحركي :
تتوفر الصفات الآتية في المتعلّم الحركي:-  التعلّم بشكلٍ أفضل عن طريق تنفيذ الحركات -  التعلّم بشكلٍ أفضل عند التمكّن من الحركة، ولمس الاشياء، والاكتشاف، واختراع الأشياء لغايات التعلّم -  الاستفادة من الأنشطة اليدويّة، والمختبرات الصفيّة، والدعائم المختلفة، والمسرحيات الهزلية، والرحلات الميدانيّة.

              إمكانية أن يميل هذا النوع من الأطفال لحب الرياضة، والرقص، والفن المادي، والفنون،     والصناعات اليدوية، والتمثيل.

ثالثا :  العناية بالذات يجب أن يعتني الآباء بأنفسهم أيضاً، وبتلبية حاجات العاطفية والجسدية للتمكّن من العناية بأطفالهم، حيث لا يمكن امتلاك القدرة على مساعدة الطفل في حالة الشعور بالإرهاق، أو الضغط، وعدم تلبية الحاجات العاطفيّة، على العكس من ذلك يمكن التواصل بشكلٍ جيد مع الطفل ومساعدته عند الشعور بالراحة والتركيز.

ثالثا : تدخل المعلم في علاج صعوبات التعلم: 

استخدام ادوات خاصة؛ حيث يقوم فيها المعلمين بتغيير النمط الطبيعي للتدريس، كتقديم امتحانات شفوية، ، وعمل التقارير على شكل فيديوهات كبديل لكتابتها استخدام البرامج التكنولوجية في التعليم؛ كاستخدام برامج خاصة لمعالجة الكلمات، أو تسجيل صوت الطفل بدلاً من الكتابة باليد. استخدام الم الورق المطبوع، وذلك للتقليل من الحاجة للكتابة للطفل. استخدام مساعدات تذكر؛ كالقوافي، والموسيقى التي تستخدم لتذكر الرياضيات. استخدام الكمبيوتر  أو السبورات التفاعلية  والبرامج التي تساعد في أمور الرياضيات وخاصة الحساب

ليست هناك تعليقات