شغب التلاميذ .
![]() |
الاحترام علاج الشغب |
الشغب ، أكبر معوق للعملية التعليمية في
مدراسنا العربية ، معضلة تربوية إن لم يتم السيطرة عليها من طرف المربي فإنها تتفاقم حتى تتحكم فيه هي
وبالتالي تعيق عمله و تمنعه من إتمام رسالته التربوية .
الكثير من المربين و المربيات يتساءلون عن
أنجع السبل لمواجهة الشغب و التلاميذ المشاغبين ، أكيد ليست هناك وصفات سحرية قد
تتمكن من تحويل تلميذ مشاغب إلى مسالم في رمشة عين ، و أكيد ليست هناك وصفات عجيبة
قد تجعل المربي متحكما في فصله بين ليلة و ضحاها .
أمر الشغب يحتاج لوقفات يقفها المربي لوضع
خطط علاجية قد تطول أو تقصر بحسب مهارته في التواصل و التعامل و كذلك في مدى توفر
الظروف المساعدة لذلك ، و قد تحدثنا في مقال سابق عن أسباب الشغب داخل الفصل لذا
ننصح بمراجعته لمزيد من المعرفة .
و إن انعدمت الوصفات السحرية لمشكل الشغب ،
فإن تجاربنا المهنية الغنية ، واحتكاكنا بالفاعلين التربويين المتمرسين واستفادتنا
من تجاربهم مكنتنا من وضع خطة " شبه سحرية " كانت كفيلة بتحقيق المستحيل
ألا وهو " العمل في جو تربوي مسالم "،
أساس هذه الخطة هو ترسيخ قيمة " الاحترام بين المربي و التلميذ " .
هي إذا خطة من ثلاثة عشر بندا يمكن لأي مربي اعتمادها
وسيرى بعد مدة حجم التغير الطارئ داخل فصله .
البند الأول : البحث الاجتماعي.
للأسف فالعديد من المربين يتغافلون عن إنجاز هذا البحث
الهام والمصيري ، البحث الذي من شأنه جعل
التلميذ كتابا مفتوحا أمام المربي يقرأه و
يحلله كما يشاء ، فبي البحث الاجتماعي يعرف المربي ظروف عيش التلميذ ( و خصوصا
المشاغب )، و مستواه المادي ، و شكل
العلاقة الاسرية في بيته ، وعبره قد يتوقع شكل حالته النفسية ، وبه يمكن الدخول لعالم التلميذ ( المشاغب) فيتعرف نقط
ضعفه و سبب شغبه .
البند الثاني : ميثاق القسم.
هي وثيقة يبرمها الأستاذ مع تلاميذه بداية كل
موسم دراسي ، يتم فيها تحديد الواجبات و الحقوق ، مع جعل التلاميذ هم من يقترح ما
يرونه مناسبا من حقوق وواجبات ، الشيء الذي سيجعلهم يلتزمون بها .
البند الثالث : الاحترام يبدأ من
الدقيقة الاولى.
نقصد بالدقيقة الأولى اللحظة التي يدخل فيها
الأستاذ إلى القسم بداية كل يوم ، حيث قبل أن يشرع المربي في تقديم دروسه يتوقف
لبضعة دقائق لتحية الطلاب ، ثم يسأل كل طفل أو بعضهم( إن خيف ضياع الوقت ) عن حالته و أحواله الصحية ( أحمد كيف حالك اليوم
؟، رشيدة وأنت كيف حالك؟ .... يوسف كيف تشعر اليوم ؟ ....) ، ثم
يسأل عن الغياب و إن كان يسائل التلاميذ عن سبب تغيب المعني ويحثهم على زيارته و
إبلاغه بتحية الأستاذ ......
البند الرابع : إخبار الطلاب عن
مواضيع حصص اليوم .
وهي طريقة لتحفيز التلاميذ ، و تحسيسهم بأن
الامور كلها لفائدتهم و أنه شركاء في العملية التعليمية .
البند الخامس : الباب الانفرادي.
الأستاذ الناجح هو الذي لا يتقلد بالتقليد ،
بل هو الذي يجدد وبعد ذلك يبرر لمن يشاء .
قد
يحدث بعض التلاميذ شغبا في القسم مما يتطلب من الأستاذ التدخل لثني المشاغب عن
شغبه ، هنا ولكي لا يحرج الأستاذ التلميذ فإنه يطالبه بلقاء قرب الباب ، بحيث يخرج التلميذ
خارج الفصل - محاديا لباب القسم - ويلتحق
به الأستاذ ليحاوره انفراديا دون أن يعرف باقي التلاميذ ما يقال – على الأستاذ أن
يقف وسط الباب المفتوح بحيث يراه باقي التلاميذ دون رؤية التلميذ المشاغب - .
تنتهج الطريقة حتى مع التلاميذ الذين يرتكبون
أخطاء ويخشى الستاذ إحراجهم أمام غيرهم .
بالتجريب فإن التلاميذ يقدرون هذه
الطريقة مما يضطرهم لإحترام الأستاذ أكثر
.
البند السادس : الاقتراب من المشوش.
ما إن يرى الاستاذ علامات بداية التشويش فعليه أن يقترب من التلميذ المشوش وكأنه يقول
له لقد سمعتك ورأيتك فألتزم الهدوء .
البند السابع : النظرات.
أحيانا يكفي مجرد النظر للمشاغب لجعله ينتهي .
و قد تقول العين ما لا يستطيع اللسان قوله .
البند الثامن : الهمس.
الصراخ في وجه التلاميذ بشكل عنيف قد يضر
أكثر مما ينفع ، فحتى التلاميذ غير المذنبين قد يحسون بنوع من الظلم بسبب هذا
الصراخ في وجههم ، لذا على الأستاذ أن يهمس للمعني بالأمر بضرورة التزام الهدوء و
الانتباه .
البند التاسع : الابتسامة .
لا أحد من التلاميذ يحب الأستاذ متجهم الوجه ، بل من التلاميذ من يتلذذ بجعل المعلم العبوس
يستشيط غضبا فيمعن في شغبه .
فلابد إذن من بعض الابتسامة و المرح المقنن ،
ولابد من بعض الفسحة خلال العملية التعليمية التعلمية .
البند العاشر : القيادة المتناوبة.
على الأستاذ توزيع الأدوار بين التلاميذ في
تحمل مسؤولية تدبير أمور الفصل ، وليركز على التلاميذ المشاغبين ، بحيث يحملهم
مسؤوليات داخل الفصل مما يجعلهم عنصرا حيويا
و فاعلا .
البند الحادي عشر : التهادي.
لا بأس بين الفينة و الاخرى أن يبادر الأستاذ
بمفاجأة بعض تلاميذته يوم ذكرى ميلادهم بهدية بسيطة كقطعة حلوى مثلا ، فهذه الامور
تزيد المحبة بين الأستاذ و تلامذته .
البند الثاني عشر : لقاءات
انفرادية.
قد يرى الاستاذ تغيرا في الحالة النفسية لبعض
تلاميذه ، لذا عليه أن يعقد لقاء انفراديا مع التلميذ ، في ركن من أركان ساحة المدرسة
، أو في مكتب المدير مثلا ليعرف سبب هذا التحول و إن كان المعني بالامر في حاجة
للمساعدة .
البند الثالث عشر : المشاغب أقرب
إلى مكتب الأستاذ.
من الافضل أن يتحكم الأستاذ في أماكن جلوس
بعض التلاميذ ، و من الاحسن جعل مقعد المشاغبين الاقرب إلى مكتبه وب التالي يكونون
تحت مراقبته الدائمة .
ليست هناك تعليقات