كيف أعلم ابني التعامل مع المال ؟
![]() |
التعامل مع المال تربية من الصغر |
إن التدبير المالي
هو تربية قبل أن يكون تقنية ، هو مهارة تكتسب وليس موهبة تولد مع الإنسان . كيف يمكن للطفل أن يحسن تدبير مصروف جيبه وهو لم
يتعلم أسس هذا التدبير ؟ كيف للطفل أن يقتصد في استهلاكه وهو يرى أمه أو أباه
يسرفان في الاستهلاك ؟ كيف يمكن للوالدين أن يحسنا تدبير معيشة أسرتهما وهما لا
يعرفان أولويات هذه الأسرة من حيث المعيشة
؟
في المجتمعات
الاوروبية تقوم الأسرة على تزويد أبنائها بما يسمى بالتربية المالية ، أي التربية
على التعامل مع المال كعنصر أساسي في الحياة لكنه محدود من حيث المصادر و المدة .
في مقالنا هذا
سنحاول التطرق لبعض أساسيات هذ التدبير المالي الموجه للصغار و الذي من شأنها
تربية الطفل على فن التعامل مع المال أو المصروف اليومي .
أولا :
مصروف أسبوعي
من الافضل أن يكون
المصروف المقدم للطفل مصروفا أسبوعيا وليس يوميا ، وذلك حتى يسهل على الطفل تقسيمه
على ايام الاسبوع و التحكم فيه و تدبيره بشكل جيد .
ثانيا :
ترسيخ القيم الثلاث ( الانفاق – الادخار – العطاء )
يجب تربية الطفل على تقسيم مصروفه الاسبوعي إلى
ثلاثة أقسام ، قسم ينفقه و قسم يدخره و قسم يقدمه كعطاء للغير ، ولأجل ذلك نحث
الطفل على تقسيم مصروفه إلى ستة أجزاء،
بحيث يجعل ثلاثة أجزاء للإنفاق ، و جزئين للإدخار
و الجزء الأخير للعطاء ( وله أن يفصل في توزيع الاجزاء كما يشاء ).
فالإنفاق يعلم
الاعتدال و حسن التصرف و الاقتصاد ، و الادخار يغرس قيم الصبر في عالم يتآمر ضد
التريث و الانتظار ، و العطاء يعلم قيم المشاركة و الاحسان و الاحساس بالأخرين .
ثالثا :
تحديد الأولويات
أكيد أن الاسرة
تتكفل بملبوسات الطفل و مأكله ومشربه و مسكنه و تعليمه ، لكن رغم ذلك فالأطفال لهم
حاجيات خاصة ( شراء لعبة ، مرافقة الاصحاب الى المنتزه ...) ، هذه الحاجيات هي ما
يجب التحكم فيها و عدم تركها تتحكم في رغبات الطفل ، لذلك علينا تعليمه فن
الأولويات ، بمعنى أن ليس كل ما يشتهيه يجب أن يشتريه ، بل عليه أن ينظر إلى فائدة
هذه الحاجة له ، هل هي ضرورية ومستمرة ( ولو لمدة محدودة ) أم أنها لحظية قد تنتهي رغبته فيها بمجرد ما أن
يشتريها ، ثم لينظر هل هناك شيء ما هو أولى من هذه الحاجة المرغوبة ويجب البدء به .
رابعا :
المحاسبة الأسبوعية
الطفل لا يمكنه أن
يقيم تصرفه اتجاه المال مادام يعرف أن المال يخصه و لا رقيب له عليه ، لذا يتوجب
على الاب أو الأم أن يجري محاسبة مع ابنهم ليعرفوا فيما صرف ابنهم المال و كيف ، وحتى
يحس الطفل أنه ليسا حرا تماما في ماله لكي يضيعه هبثا .
خلال هذه المحاسبة
قد ينتهج الوالدين إما سياسة المكافأة أو العقاب ، المكافأة بإهدائه هدية
أو إعطائه دريهمات كمكافأة على حسن تدبيره ، أما العقاب فيكون بخصم مبلغ من
نفقاته و إضافته إلى الادخار أو العطاء ،
وليس عقابه بحرمانه من المصروف كليا .
خامسا : عدم معاقبته بحرمانه من
المصروف
فهذا السلوك قد
يولد في نفس الطفل حقدا أو قد يدفعه لسلوك طرق ليتحصل بها على مصروف كالسرقة أو
الاستلاف من الغير أو بيع شيء يخصه أو ....
سادسا : المصروف هو منحة للطفل و
ليس رشوة له
يجب أن لا يكون
مبدأ إعطاء الطفل لمصروف الجيب هو مكافأته على خدمة أسداها أو سلوك قام به ، فم
شأن ذلك أن يعلمه مبدأ الخدمة مقابل المال
أو ما يسمى بالرشوة ، بل يجب أن يكون المصروف هو منحة تعطى للطفل لأجل قضاء
أغراض شخصية خاصة مادام لا يستطيع العمل و توفير المال بنفسه .
سابعا :
تعلم قيمة " إعادة الاستعمال "
أغلب الاطفال إذا
ما أصاب لعبته عطب أو أصبحت قديمة يرميها ويشتري غيرها ، رغم أن لعبته لا تحتاج
إلا لإصلاح ، و هذا ما يجب تعليمه للطفل ،
فبدا أن يشتري لعبة جديدة و يضيع ماله عليه أن يقوم بإصلاح لعبته و استغلاله لمدة
أطول .
ثامنا :
إشراك الطفل في أمور المنزل
بحيث يجب استشارته
حول كيفية تدبير مصروف البيت ليتربى على المسؤولية ، عبر اطلاعه مثلا على مبلغ الفواتير ( ومنها مناقشته حول أهمية الاقتصاد في
استهلاك الطاقة..) أو حول ضرورة اقتناء
بعض المشتريات المنزلية ( مشروبات غازية ، منتوجات غذائية .....) ، كما يفضل أن يكلف ببعض مهام التسوق
ومنه يتدرب على الشراء و التفاوض حول الاثمنة ...
ليست هناك تعليقات