هل لارتفاع ساعات التمدرس علاقة بارتفاع معدل التحصيل ؟
يعتقد البعض أنه
كلما زادت عدد الساعات التي يقضيها التلميذ في المدرسة كلما ارتفع معدل تحصيله .
لكن التجارب المعاصرة و الامثلة الحية تثبت العكس وأن عدد الساعات
التي يقضيها التلميذ في المدرسة لا علاقة له على الإطلاق بالتحصيل الدّراسي، ونظرة
سريعة على التصنيفات العالمية بأوروبا كفيلة بإثبات ذلك.
فرنسا :
![]() |
طول ساعات التعلم مرهق للمتعلم وللمعلم |
ذكرت منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن التلاميذ الفرنسيين يقضون أكبر عدد
من الساعات في المدرسة ( ست ساعات ) وبالرغم من ذلك فإن نتائج هذا التعليم ليست في
المستوى المطلوب.
فنلندا:
عكس فرنسا، التعليم الفنلندي معروف بتصدّره جميع التصنيفات العالمية فيما يخص
العديد من المواد الدراسية، ومع ذلك لا يدرس التلاميذ في فنلندا سوى خمسة أيام في الأسبوع
وببرنامج غير كثيف على الإطلاق، يدرس التلاميذ
في فنلندا لحدّ أقصى يصل إلى 5 ساعات فقط في الأسبوع، ومجموع الأيام الدراسية السنوي
هو 190 يوماً للتعليم الابتدائي والثانوي. ويعود هذا النجاح إلى استراتيجية تعليمية
ترتكز على مجموعات صغيرة من التلاميذ بدل القاعات الكثيفة، وأيضًا على كفاءة المدرّسين
وجودة البرامج التعليمية.
ألمانيا:
في ألمانيا تعتمد بعض المدارس نظام الدراسة لخمسة أيام في الأسبوع، ومدارس أخرى
تعمل لمدة ستة أيام في الأسبوع. وبالتالي يتراوح عدد أيام الدراسة السنوي بين 188 و
208 يومًا. ولعلّ البعض يعلمون أن المدارس في ألمانيا تشتغل صباحًا وتترك فترة المساء
لنشاطات يجب على الآباء تنظيمها لأبنائهم.
حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن نتائج ألمانيا في التصنيفات العالمية
تتحسن في الفترة الأخيرة بشكل كبير .
المملكة المتحدة:
مثل معظم الدول الأوربية، يدرس التلاميذ
في المملكة المتحدة لمدة خمسة أيام في الأسبوع، 190 يومًا في السنة أي 846 ساعةً سنويًا
للتلاميذ ما بين 7 و 8 سنوات، و 950 ساعة سنويًا للتلاميذ في سنّ 15 سنة. يبدأ الدوام
في المملكة المتحدة الثامنة والنصف صباحًا أو التاسعة وينتهي الرابعة أو الثالثة والنصف
مساء مع استراحة غداء طبعًا. أمّا العطلة الصّيفية فتتراوح مدتها ما بين خمسة وستّة
أسابيع.
إسبانيا: من أسوأ النماذج الأوروبية
يدرس التلاميذ في إسبانيا لمدة 25 ساعة أسبوعيًا ما يعادل 175 يومًا سنويًا
في التعليم الابتدائي و 30 ساعة أسبوعيًا في التعليم الثانوي تمتد من الثامنة والنصف
إلى الثانية والنصف زوالًا.
وفوق هذا كله، تصنيفات إسبانيا العالمية في مجال التعليم غير مشرفة على الإطلاق.
تحتل إسبانيا المرتبة 25 في الثقافة العلمية والمرتبة 29 في الفهم والكتابة واللغة،
والمرتبة 26 في مادة الرياضيات حسب تقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ليست هناك تعليقات