الحب و الكراهية في العملية التعليمية - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

الحب و الكراهية في العملية التعليمية


ماذا تريدونني أن أعلمه، إنه لا يحبني
سقراط
إننا لا نتعلم من معلم لا نحبه 
إن التربية الحديثة تدرك جيدا أهمية العاطفة مما جعل تبنيها أمرا ضروريا في عملها التربوي والتعليمي باعتبارها أسلوبا واستراتيجية تجعل المتعلم يقبل على ما هو مطلوب العمل به والابتعاد عما هو منبوذ, وبالتالي فالمعلم التربوي الذي يدرك هذا الدور يمكنه أن يتعامل به مع طلابه, ومع المجتمع بوجه عام, فكل ما يريد أن يحققه يتجه نحوه بالبناء العاطفي, الذي يكون في شكل انفعالات سارة توطد عاطفة الحب نحوه, ومن تم يجعله من ضمن السلوكيات المرغوب في تداولها باستمرار, أو قيامه بعكس ذلك , حيث يولد الانفعالات المؤلمة وغير السارة اتجاه السلوكيات التي لا يريد توطيدها, حتى لا تتكرر من قبل الفرد ـ وهو ما يقابل الثواب, وسحب الثواب في نظريات التعلم .
 ومن هذا المنطلق يحرص  الباحثون التربويون على دور العواطف, ويحاولون توطيدها لدى كل من يقوم بالعملية التربوية والتعليمية لما لها من دور في توليد الدافعية التي تعتبر شرطا من شروط اقبال المتعلم على التعلم بكل سهولة ويسر, وبدرجة تتوقف على قوة العاطفة نفسها, أي أن التعلم قد يحدت من مرة واحدة عندما تكون العاطفة قوية, وقد يتدرج حسب شدة العاطفة .

" إننا لا نتعلم من معلم لا نحبه ، نتيجة أبحاث حول التربية الانسانية " ،عنوان كتاب من تأليف دافيد أسبي و فلورا روبيك ، والذي وضحا من خلاله ضرورة خلق علاقة عاطفية سليمة بين المعلم و الطالب ، لأجل تسهيل عملية التعلم و تجويد الحياة داخل إطار المدرسة ( علاقة تؤدي الى عنف قليل ـ تخريب منعم ، غياب منعدم..) .
خلال أبحاث للكاتبين استخلصا أن المعلمين الذي يتبنون في عملهم ثلاث معايير محددة يسهمون بشكل كبير في تفوق وتطور مستوى متعلميهم ، هذه المعايير التي اسس لها من قبل كارل روجرس هي :
-         الصدق : علاقة مباشرة وصريحة بين الاستاذ و التلميذ
-         الاعتبار : الانصات للطالب بدون اصدار احكام ،وتقدير مشاعره واحترام أرائه .
-         التعاطف : على المعلم ان يضع نفسه مكان التلميذ وأن يتفهم رغباته و احتياجاته .
من جهة أخرى يضيف جاك لوكومت معايير أخرى مثل الملاطفة ، النظرة الايجابية لأداء المتعلم ، المرح و المداعبة ، الاستعداد للتدخل لصالح التلميذ ..
دور الحب والكراهية في العملية التعليمية :
عندما تسود العاطفة بين العاملين في المؤسسة التعليمة, فإنها تؤدي إلى ما يأتي :
1.      تكوين الدوافع لدى المتعلم حتى يقبل على العملية التعليمية بكل همة ونشاط.
2.      تكوين العلاقات الإنسانية بين ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية.
3.      إقبال المتعلم على التعلم لرضاه عما يتعلمه , وعلى المؤسسة بشكل عام.
4.      مشاركة المتعلم في المواقف التعليمية.
5.      تحقيق النمو الشامل للمتعلم.
6.      تغيير سلوك المتعلم كما تتطلبه الأهداف المرسومة في العملية التعليمية .
7.      خلق القابليات لدى كل من في المؤسسات التعليمية .
8.      التفاعل بين العاملين في المؤسسة التعليمية, ومن تم تفعيل المنظومة التعليمية ( المدخلات, العمليات, المخرجات).
9.         التعاون بين جميع العاملين في المؤسسة التعليمية.
ما واجب المعلم اتجاه الحب والكراهية لدى طلابه في الحياة المدرسية ؟
 : 1اول شيء أن يحبهم هو أولا  .
2.حث الطلاب على التفكير الناضج الذي من شأنه تكوين علاقات ايجابية بين كل من هم في المؤسسة التعليمية .
3. تطبيق المبادئ التربوية أثناء قيامه بالعملية التعليمية, حتى يستطيع تنمية عاطفة الحب في مؤسسته التربوية .
4. أن يكون المعلم بمثابة الأب لطلابه, حتى يشعر كل منهم بعاطفته, ومن ثم يقبلون على التعامل معه ومع مادته الدراسية.
5.مراعاة العدالة بين الطلاب حتى يشعر الجميع بأنهم سواسية أمام معلمهم, وبالتالي لا ينفرون منه أو من المادة الدراسية التي يدرسها, أو المؤسسة بشكل عام.
6.  أن يهتم بالنشاط الذي يسعد الطلاب ويحقق نموهم الشامل.

إن الوصول لقلب التلميذ أهم من الوصول الى عقله ، ولن يصل المعلم الى عقل التلميذ مالم يصل إلى قلبه أولا .

ليست هناك تعليقات