هل تصير صباغة الاقسام و صيانتها من المهام المستقبلية للأستاذ ؟
كثر في السنتين الاخيرتين النقاش و الجدال حول ما يقوم به بعض من رجال ونساء التعليم من إصلاحات للحجرات الدراسية
التي يشتغلون بها عبر ترميمها و صباغتها
وتزيينها وزخرفتها من مالهم الخاص ، الشيء
الذي اعتبره العديد من زملائهم أمرا غير مقبول لاعتبارات عدة ، أما الاساتذة
المعنيين بهذه " الغضبة " فلهم مبرراتهم ودوافعهم لإقدامهم على هذه المبادرات .
الاصلاح من مهام الوزارة أما الاستاذ فمهمته التدريس ، هذه من بين الاقاويل التي تتردد على السنة
المعترضين على ما يفعله بعض من رجال
التعليم خلال عملية اصلاح الاقسام ، بالإضافة الى اعتبار هؤلاء
المعترضين أن إقدام الأساتذة على هذا " الاصلاح " هو تشجيع مباشر على
الفساد ، فساد من أنيط به فعليا ترميم الاقسام و تهيئتها و صيانتها ، حيث أن أي
تدخل يقوم به الاساتذة يعفي المسؤولين من
المحاسبة التقصيرية وهم الذين تتوفر لهم ميزانيات ضخمة مخصصة للترميم و الصيانة ،
كما أن هذه الميزانيات قد تختفي دون أن تصرف في وجهتها الحقيقية
دون عقاب أو محاسبة مادام هناك من
يغطي على هذا " الاختفاء " .
يجذر بالذكر أن جميع مديريات وزارة التعليم تتوفر على قسم (
قسم الشؤون الادارية و المالية و البناءات و التجهيزات و الممتلكات ) من بين مهامه
الاساسية حسب اختصاصات مصالح المديريات و الاكاديميات هي :
-
تتبع إنجاز مشاريع البناء و التوسع و
الاصلاحات الكبرى و التجهيز بمؤسسات التربية و التكوين .
-
السهر على مراقبة حالات مؤسسات التربية و
التكوين و جودة صيانتها ومدى توفرها على وسائل العمل الضرورية.
من هنا يتساءل المعترضون عن جدوى وجود هذه
المصالح مادامت الاقسام اغلبها مهترئ ومادام الاساتذة هم من يقومون بالإصلاح ، وقد
تزايدت هذه التساؤلات بداية الموسم الحالي بعد موجة غضب أججها وزير التربية و التعليم سعيد أمزازي
حين قرر متابعة أستاذة قامت بنشر صور لقسم في حالة مشينة .
كذلك يرى الاساتذة المعترضون أن ما يفعله بعض
من زملائهم لا يعدو أن يكون فعل نفاق هدفه الشهرة اولا ثم الرغبة في الفوز برضى
المسؤولين عبر رسالة شكر منهم أو تنويه أو
ربما تكريم ما ، وفي هذا الصدد قررت بالفعل بعض المديريات تشجيع الاساتذة على عملية
صيانة و تزيين الاقسام عبر إجراء مسابقة أجمل قسم كما فعلت مديرية الناظور بجاية الموسم الدراسي الحالي ، كما أن زيارة مسؤولون تربويون و إداريون لبعض
الاساتذة من أصحاب مبادرة صيانة الاقسام و زخرفتها هي رسالته هدفها إظهار رضى
الادارة ومباركتها وتشجيعها على القيام بهذه الاعمال ، الشيء الذي زاد من غضب
المعترضين واعتبروه مؤشرا على ترسيخ هذه الافعال كأعمال إجبارية مستقبلا .
أما عن الاساتذة أصحاب المبادرات فدوافعهم
حسب تبريراتهم تتجلى في انعدام فكرة الانتظارية عندهم ، فمادامت هذه الاقسام لم
تصلح منذ سنوات فأكيد لن يتم إصلاحها الان ، و انتظار تحرك مصالح المديريات هو ضرب
من العبث ، لذا لابد من المبادرة الشخصية مادام الاستاذ يبتغي العمل في حجرة تتوفر
على بعض من المواصفات التربوية ، كما أن
للتلاميذ الحق في التعلم في حجرة لائقة
تضمن لهم بعض التهيئة النفسية .
تعددت الحجج و المبررات ، ويبقى التساؤل هو
هل ستصير مهمة صيانة الحجرات من مهام الاستاذ المستقبلية ؟
ليست هناك تعليقات