العنف المدرسي سبب لإنتحار تلاميذ .
بحسب منظمة
اليونيسيف فإن تلميذا واحدا من بين ثلاث تلاميذ يتعرض لعنف مدرسي ، وأن تلميذ واحد
من أصل أربع تلاميذ يتعرضون للعنف يفكر في الانتحار بشكل جدي .
فماهو العنف
المدرسي و ما هي أسبابه وماهي أنواعه وتمظهراته .
العنف المدرسي هو
عبارة عن ممارسات نفسيّة، أو بدنيّة، أو ماديّة يمارسها أحد أطراف المنظومة التربويّة،
وتؤدي إلى إلحاق الأذى والضرر بالمتعلم، أو المعلم، أو بالمدرسة نفسها، وهو سلوك غير
مقبول اجتماعياً، حيث يؤثر في النظام العام للمدرسة، سواء إذا مورس العنف داخل المدرسة
أم خارجها .
معطيات تهم العنف المدرسي داخل المدرسة المغربية
نسبة 66% من حالات
العنف المدرسي تقع داخل المؤسسات التعليمية،
نسبة 34% منها تحدث
في محيط المدارس،
أكثر من 67% من السلوكيات
المنحرفة المسجلة تقع بين التلاميذ أنفسهم،
تتوزع 23% المتبقية
بين العنف في حق الأطر التربوية من طرف التلاميذ، أو من طرف أشخاص غرباء عن المؤسسات
التعليمية.
- الأسباب المؤدية إلى العنف المدرسي :
الأسرة:
-تقلص دور الأسرة التأطيري في ظل عمل الأبوين
والالتجاء إلى المحاضن.
-التفكك الأسري الناجم عن الطلاق.
-عدم إشباع الأسرة لحاجيات أبنائها نتيجة
تدني مستواها الاقتصادي.
المجتمع:
-الفقر والحرمان في بعض الجهات والأحياء.
-جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية
ما زالت مسيطرة، فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأب أو المدرس هو أمر
مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة، وحسب النظرية النفسية-الاجتماعية،
فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً مسموحاً
ومتفقاً عليه.
-النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ
الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا… هذه المقارنة التحقيرية والدونية تولد
سلوكا عنيفا و إحباطا.
-مناخ اجتماعي يتسم بغياب العدالة الاجتماعية.
-عدم وضوح الرؤية للمستقبل.
-كثرة البطالة و خاصة بطالة أصحاب الشواهد
وانسداد الأفق.
– غياب السياسات الاجتماعية الناجعة في الجهات
والأحياء المهمشة و كذلك التخطيط الفعال.
-عدم وجود سياسات منظمة لأوقات الفراغ و
طرح الأنشطة الترفيهية البديلة.
-ضعف وسائل الإرشاد والتوجيه الاجتماعي.
فالمستوى السوسيو-اقتصادي
لبعض الأسر الفقيرة يجعل التلميذ يشعر بالنقص والحرمان بين أقرانه، وهذا يدفعه إلى
الإحساس بالكراهية والحقد تجاه الآخر الذي هو أحسن منه حالا، ويولد تصرفات غريبة تسوقه
إلى اقتراف بعض الممارسات العنيفة.
الثقافة:
-عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب و نوادي
الأطفال لغياب البرمجة الثرية والتجهيزات العصرية.
كما يجب الإقرار
بدور وسائل الإعلام و الاتصال، لما لها من تأثير في تهذيب السلوك والبرمجة الهادفة
وذلك بالتوفيق بين التسلية والتهذيب والإفادة والابتعاد عن تبليد الذوق وتمييعه.
– تسويق تجارة العنف في بعض الأعمال الدرامية
والألعاب الترفيهية وفي الحوارات السياسية …
المدرسة:
-قلة التنشيط الثقافي و الرياضي.
-عدم توافر الأنشطة المتعددة والتي تشبع
مختلف الهوايات والميولات.
-ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية
وعدم مسايرتها للتطورات المتسارعة التي تعرفها تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة،
فاعتماد بعض الأساليب التلقينية التقليدية التي مازالت تعرفها المدرسة و التي لها دور
سلبي على تكوين وتربية هذا الجيل يولد بدوره ممارسات لا أخلاقية تتسم بالعنف.
-اعتماد بعض المواد على الإلقاء وغياب الديناميكية
والتي يلجأ فيها التلميذ إلى التشويش.
– طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم
الاختباري عبر المواد وتهمل التعديل السلوكي والتركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار
من انتقاده.
– تغير مفهوم النجاح: النجاح في الدراسة لم
يعد وسيلة للنجاح في الحياة.
-كثرة التغيب عن الدروس.
-غياب الحصص الحوارية وكثافة حصص الإفهام.
-اختلال التوازن بين التعليم والتربية.
– زوال القدوة التعليمية : المتغيرات الاقتصادية
التي يواجهها كل من الطالب والمدرس، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي أفقدت المعلم
هيبته وأصبح أداة في يد الطالب وولي الأمر، ما أثر على صورته لدى الطالب و أدى إلى
انهيار نموذجه كقدوة..
– إن الأساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة
حاليا والتي ظهر بالملموس عدم نجاعتها وانعكاس ذلك على مستوى التلاميذ، وجه اهتمامهم
إلى وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات وإنترنت و تطبيقات الجوال وغيرها، وهو ما جعلهم
يتابعون مظاهر عنف و انحلال أخلاقي من مجتمعات أخرى، وحتى أنواع من ضروب التزمت و التطرف
والانغلاق، مما نتج عنه هذا التصادم ورفض الواقع المدرسي وحتى الاجتماعي الذي يعيشون
داخله، و يبدون نوعا من التطاول على الجميع، وصل حد العنف.. وهذه الصورة التي لا يخلو
منها أي معهد تقريبا، قد غذاها أيضا مظهر انسلاخ الوسط العائلي أي الأولياء من متابعة
أبنائهم في حياتهم المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق.
انواع العنف
تقسيم العنف المدرسي حسب العالم (باص):
يصنف العنف المدرسي وفق تصنيف العالم"باص" حسب عدة متغيرات وهي:
العنف الإجابي المادي المباشر : (المساس الجسدي ضد الغير –ضرب الضحية او لكمها
–الانتحار
-العنف الإجابي المادي غير المباشر ( المس بممتلكات الاشخاص
او المؤسسة –التخريب –الغش في الامتحانات)
العنف السلبي المباشر (نبذ-فوضى-غيابات)
العنف السلبي الغير مباشر (عدم الحضور –غير مشارك-بدون ادوات مدرسية-رفض اداء
العمل)
العنف اللفظي الاجابي المباشر (تهديد-سب-استفزاز-اهانة))
العنف اللفظي الاجابي
غير مباشر : (غيبة –نميمة-استهزاء-النميمة الماكرة)
العنف اللفظي السلبي المباشر (رفض المشاركة- رفض الاجابة رفض الكلام رفض الادب)
العنف اللفظي السلبي غير المباشر: (رفض العمل –رفض الحوار-رفض الكتابة)
*-تصنيفات العنف المدرسي :حسب العالم دوباكيار
1-وفقا للشكل:
أ-العنف ضد الممتلكات الشخصية كالسرقة: وتأتي الفوضة اولا في القسم وما شابهها
مثل محاولة اضحاك التلاميذ والتقليل من هيبة الاستاذ وسلطته ثم يليها بعد ذلك العراك
بين التلاميذ(اصلا موجود)ويزداد ظهوره بتشكيل عصابات(تعمل على اغتنام الفرصة للقيام
بالسرقة).
ب-العنف ضد الممتلكات الجماعية كالتخريب: مثلا تكسير النوافذ و الكراسي والطاولات
.
ج-العنف الشفوي الادبي سواء ضد الطاقم التربوي او ضد التلاميذ: تتجلى في الكتابات
المسيئة على الطاولات او الجدران.
د-العنف الجسدي سواء ادى الى تعطيل العمل ام لا: يتمثل في العنف الجسدي ضد الاشخاص
.
2-حسب الدرجة :
-1-تأتي الفوضى في القسم و ما شابهها مثل محاولة اضحاك التلاميذ
أو التقليل من هيبة الأستاذ و سلطته.
2-العراك بين التلاميذ (اصلا موجود) ويزداد بظهور وتشكيل عصابات
.
3 -اخذ المال عن طريق التهديد و الذي يؤدي الى اضطراب الحياة
المدرسية .
4-الاخلال بالاداب
والاستقرار خاصة محاولة اخراج الاستاذ عن حالته العادية حيث تظهر مواجهات بين التلاميذ
المستفزين و الاستاذ للسيطرة على القسم.
5- هناك تخريب ينطلق من الكتابات على الطولة او الجدران ليصل
الى تكسير زجاج النوافذ والكراسي الى الحرائق المتعمدة
6- العنف الجسمي ضد الاشخاص
.
-و هناك تصنيفات أخرى للعنف المدرسي نذكر منها
:
1-تسلط المعلمين واستخدام العنف في التعامل مع التلاميذ.
2-الخلافات بين الاساتذة.
3-الخلافات والشجار بين التلاميذ.
4-التمرد على المدرسة وتعلماتها.
5-اثارة الشغب والفوضى مما يعيق سير العملية التربوية والتعليمة
.
6-الترويج للعقاقير المسكرة او المواد المخدرة
.
7-الاعتداءات على ممتلكات المدرسة وممتلكات الاخرين.
8-التخريب بجميع اشكاله
ازاء الطالب والمعلمين.
9-الاعتداءات الجنسية .
سبل مواجهة العنف المدرسي :
–
نشر ثقافة التسامح
ونبذ العنف، و نشر ثقافة الإنصات و التواصل بين التلاميذ فيما بينهم و بين الأساتذة
و التلاميذ و تنشئة الأطفال منذ الصغر عليها.
–
تنظيم لقاءات مع
أولياء الأمور لبيان أساليب الحوار ومنح الطفل مساحة للتعبير عن رأيه وبالتالي الإنصات
إليه.
–
إعادة هيكلة الأنشطة
الثقافية والرياضية واعتماد التحفيز لاكتشاف وتشجيع المواهب.
–
إرساء ثقافة النجاح
في الحياة.
–
التربية على فنون
التواصل.
–
الوقاية الاجتماعية
بتحسين للظروف الاجتماعية القاسية التي تعيش فيها الجماعات المعرضة للعنف و الانحراف.
–
مراجعة نظام التأديب
المدرسي ليصبح نظام تعديل سلوكي وقائي لا عقابي، والتكثيف من حصص الإصغاء.. وتعزيز
ثقة الطالب بنفسه وتوعيته بالجوانب الإيجابية لديه.
–
إدراج حصص في علم
النفس التربوي لفائدة المدرسين.
–
تفعيل دور الأولياء
والجمعيات المختصة في المجتمع المدني والاعتناء بمشروع المؤسسة و المؤسسات ذات الأولوية.
–
تفعيل أكبر لدور
مراكز الاستماع و خلايا اليقظة ، بحصر التلاميذ أصحاب السلوك العدواني المتكرر لنتمكن
من التعامل معهم، و معرفة أسباب سلوكاتهم.
–
ضرورة الاهتمام بإعداد
برامج وقائية للحد من هذه الظاهرة وتفعيلها عن طريق عقد ندوات ومحاضرات لتعريف التلاميذ
بمفهوم العنف وأشكاله ومظاهره وكيفية التعامل معه.
–
تكثيف حصص الإرشاد
الاجتماعي والتوعية الوقائية عبر المجلات المدرسية والملصقات الحائطية لتحسيس التلاميذ
وتحصينهم من الميل الى العنف.
–
إحصاء ومتابعة ودراسة
حالات العنف داخل المؤسسة من لدن مختلف مكونات الأسرة التربوية
–
خلق التواصل بين
المؤسسات التعليمية و الأسرة؛ المؤسسة و الأساتذة؛ المؤسسة و التلاميذ..
–
الوقاية من العنف
بمعالجة الانحرافات السلوكية التي قد يقع فيها التلميذ من شرب الخمر أو السجائر أو
التوتر النفسي.
–
المعالجة بقيام كل
من الأسرة و المؤسسة التعليمية بدورهما في التنشئة الاجتماعية من أجل اجتناب أسباب
المشكلة.
–
توضيح حدود واجبات
و حقوق كل من مكونات العملية التعليمية: إدارة و تلاميذ و أساتذة.
– التركيز على ظاهرة
العنف بالبحث والتمحيص في محاولة لتحديد فئات التلاميذ الأكثر تأثرا بالعنف وكشف تأثيره
السلبي عليهم بهدف رسم استراتيجيات كفيلة بحماية التلميذ من هذه الآفة المدرسية.
ليست هناك تعليقات