تفاعل المعلم مع أجوبة المتعلم ، مهارة وفن يجب على المعلم إتقانها . - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

تفاعل المعلم مع أجوبة المتعلم ، مهارة وفن يجب على المعلم إتقانها .


يقول : Kahn&Weiss
إنّ أسلوب استجابة المعلم يؤثر في سلوك المتعلم أكثر من السؤال الذي وجهه أو التعليمات التي طلب من المتعلم تنفيذها.
ويقصد باستجابة المعلم  تلك السلوكيات التي يقوم بها المعلم عند الاستماع إلى إجابة المتعلم عن الأسئلة الموجهة إليه، أو كرد فعل على طريقة تفاعل التلميذ مع ما قاله المعلم.
حتى تلقي أجوبة التاميذ هي فن مهارة يجب على المعلم اتقانها 
يضيف كل من  Loweny و Morshall  ويقولان :
أنّ استجابات المعلم للتلاميذ تؤثر على مفهومهم لذواتهم، وعلى اتجاهاتهم نحو التعلم، وعلى تحصيلهم الدراسي، وعلاقتهم بالفصل بشكل عام.
إنّ التفاعل – بين المعلم والمتعلم –  الذي يُوفر مناخاً تملؤه الثقة ودفء العلاقة والشعور بالأمن النفسي، يحض على التفكير. وتعتبر الاستجابة الفعّالة جزءاً هاماً من هذا التفاعل .
إنها - تلقي أجوبة المتعلم - مهارة لا تقل أهمية عن مهارة طرح السؤال .
فما شكل استجابة المعلم عموما ، وماهي الاستجابة  الفعّالة المثيرة لتفكير المتعلم ؟؟
تصنف استجابة المعلم بحسب تأثيرها على المتعلم إلى نوعين:

-             استجابات كابحة ، محبطة ومطفئة تمنع أي فرصة للتفكير.
-             استجابات محفزة  تحافظ على التفكير وتشجعه وتنميه.
أولا :   استجابات كابحة ، محبطة ومطفئة تمنع أي فرصة للتفكير ومنها :

ü    النقد الذي يُقلل من شأن المتعلم
أثبتت الكثير من الأبحاث التربوية النفسية أنّ النقد السلبي يمنع المتعلمين من التعلم، ويُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للأداء الضعيف، لأنّه يُشعر المتعلم بالانهزام ويمنعه من التفكير.
ومن أمثلته :
النقد الصريح الذي يحمل في طياته قيماً سالبة مثل: خطأ – ضعيف – غير صحيح.
أو النقد المستتر مثل أن يقول المعلم: إجابتك غير دقيقة، من لديه إجابة أفضل؟
أو النقد التهكمي مثل قول: ما هذه الأفكار الغريبة؟ أو ما هذه الإجابة السخيفة؟
أو النقد غير اللفظي والذي يظهر في تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت.

ü    المديح في غير محله
يعتبر الكثير أنّ المديح عكس النقد كأن نستخدم قيماً إيجابية مثل: عظيم – ممتاز – جيد. ولكن انطلاقا من الواقع ومن نتائج الأبحاث والدراسات عن المديح يتضح أنّ مفهوم المديح يُفيد العكس في معظم الحالات، لأنّه يجعل المتعلمين يعتمدون على مصدر خارجي للإثابة وليس على أنفسهم. كما أنّ بعض المعلمين قد يستخدم المديح بشكل مستمر دون التمييز بين الأداء المستحق للمديح وآخر لا يستحق المديح أو الذي لا فائدة منه.
لذا ينبغي استخدام المديح بحذر في بداية الأعمال أو المهام حتى يكتسب المتعلم الثقة والمهارة اللازمة، والأفضل أن ينسحب المديح حتى يحل محله الرضا النابع من النجاح.
ثانيا : استجابات  محفزة تحافظ على التفكير وتشجعه وتنميه ، ومنها :
أ‌) الصمت:
لاحظ الباحثون تباين استجابات التلاميذ بحسب صمت المعلم؛ لأنّ صمت المعلم يُشجع على الابداع والتأمل في الإجابة، فعندما يوجه المُعلم سؤالاً ويصمت لمدة ثانية أو ثانيتين يجيب المتعلم إجابة مختصرة ثم يتوقف ليترك للمعلم فرصة التعقيب ، أما إذا صمت لأكثر من دقيقة فإنّ المتعلم يسترسل ليقدم إجابة كاملة وربما أفكارا إضافية. بمعنى أن لا يقاطع المعلم إجابة المتعلم بتعقيب أو مديح .
كما أنّ المتعلمين السلبيين يصبحون أكثر تفاعلاً، فالصمت الذي يبديه المعلم يُظهر أنّه على ثقة بقدرة المتعلم على الإجابة، أما ذلك المعلم الذي يتسرع فيجيب عن السؤال بنفسه أو يوجه السؤال لمتعلم آخر، فإنّه يوحي للمتعلم الأول بأنه ليس بالمستوى المطلوب كي يتمكن من الإجابة عن السؤال، مما يصيب المتعلم بالإحباط ويمنعه من التفكير.
ب‌) تقبل الإجابات:
ينبغي على المعلم تقبل إجابات الطلبة مهما كانت طبيعتها ودرجة موافقتها للمعيار المطلوب؛ حتى يوفر مناخاً يشجع على التقييم الذاتي، كي يمنح الطلبة شعوراً بالأمان وعدم الخوف من التهديد، فيصبح المتعلم أكثر قدرة على تقييم أدائه ومقارنته بأداء زملائه، وبالتالي لا يكون المعلم مصدر التقييم الوحيد.
وقد يتساءل معلم يقرأ المقال: كيف السبيل لتصويب إجابات التلاميذ المغلوطة حتى لا يعتقد أحد منهم أنها صواب؟
يُعتبر البديل الأفضل للاستجابة لهذا النوع من الإجابات أن يقوم المعلم بإعادة صياغتها، أو القيام بتطبيقها في موقف جديد، أو أن يُقارن بينها وبين غيرها من الأفكار المطروحة، أو أن يلخصها
ومن طرائق تقبل الإجابات :
n    التقبل الحيادي :
يعني أن يستقبل المعلم إجابة التلميذ دون إصدار حكم، مع ضرورة القيام بفعل يوحي بأنّ المعلم سمع الإجابة مثل القيام بتدوينها على السبورة.
n    التقبل الإيجابي :
يعني أن يستقبل المعلم إجابة التلميذ، ومن ثم يقوم بتلخيصها والإضافة عليها أو مقارنتها بغيرها، مع الحفاظ على فكرة التلميذ الأصلية. ويعتبر التقبل الإيجابي ذو فائدة أكبر من التقبل الحيادي لأنّه يتجاوز استقبال الرسالة إلى فهمها واستخدامها.
n    التقبل والتعاطف
يعني أن يستقبل المعلم إجابة التلميذ مع المضمون الوجداني المصاحب لها، ويستعين المعلم بخبراته الشخصية في هذا الإطار، مثل أن يقول المعلم: “أنا أفهم مصدر الغموض لديك لأنّ هذا الجزء فعلاً غير واضح “….
ج) طلب التوضيح
إنّ طلب التوضيح يُشبه التقبل كونه يعكس اهتمام المعلم بفهم أفكار المتعلم، إلا أنّه يمتاز عن التقبل بأنه يُعبّر عن عدم فهم المعلم لإجابة المتعلم، وبالتالي حاجته لمزيد من المعلومات أو البيانات حتى يتحقق الفهم الجيد. وهذا بحد ذاته يُعد تشجيعاً للمتعلم وحضاً له على المثابرة ووضوح الهدف في التفكير.
و قد وضح Flanders:
أن هناك ارتباط بين مستوى تحصيل المتعلمين واستخدام المعلم لاستراتيجيات طلب التوضيح، كأن يطلب مزيداً من الأفكار المرتبطة بالفكرة الأساسية، أو يطلب مزيداً من التوضيح.

خاتمة
إنّ قيام المعلم بتلك الاستجابات الفعالة له الدور الأكبر في جعل التلاميذ أكثر قدرة وأكثر جرأة على التفكير، وأكثر احساساً بأهمية التفكير. فلا يصنع المعلم أسقفاً في أذهان تلاميذه تحد من تفكيرهم وتمنعهم من الوصول إلى المعرفة بأنفسهم.

المصادر
فصل من كتاب: ” تعليم من أجل التفكير ” لآرثر كوستا عنوان الفصل: أداء المعلم الذي
يمكن التلاميذ من التفكير.

ليست هناك تعليقات