المعلم الفنلندي سر تفوق النظام التعليمي بفنلندا . - فوائد تربوية

اخر الاخبار

التعلم النشيط

المعلم الفنلندي سر تفوق النظام التعليمي بفنلندا .



يعتبر النظام التعليمي في فنلندا من أرقى و أنجع الانظمة التربوية ، فهو يحتل المراتب الاولى في التصنيفات العالمية في المجال التربوي ، و من خلال بحث عن سر هذه الريادة يتضح أن سر التعليمي الفنلندي الراقي يكمن في عنصر واحد أساسي وهو رجل التعليم .
للمعلم في فنلندا مكانة جد مرموقة 
يحظى المعلّمون في فنلندا بمكانة مرموقة قد توازي  مكانة الأطباء والمحامين– وربّما تزيد أحيانًا – وتسعى الدولة إلى جذب الممتازين واستقطابهم  لهذه المهنة، وتقوم بإعدادهم وتأهيلهم بصورة مكثّفة وموسّعة في الجامعات في مواضيع تخصّصهم وفي مساقات علم النفس وأساليب التربية – النظريّة والعمليّة –  المتنوّعة الحديثة التي  تمكّنهم من أداء مهامّهم والتعامل مع مستويات الطلاب وقدراتهم المتباينة، ويلاقي المعلّمون الدعم والتشجيع والإثراء بعد تخرّجهم وانخراطهم في العمل في المدارس مع الطلاب.
نقل كتاب «الدروس الفنلندية» عن صحيفة «التايمز» أن التعليم الفنلندي أباد 99% من جراثيم التعليم العالمي. كيف؟
تكثيف المواد، كثرة الاختبارات والواجبات، إطالة أوقات الدوام، الدراسة المنزلية والدروس الخصوصية، كلها أساليب يؤكد سالبرغ   ( الاب الروحي للتعليم الفنلندي )  أنها جراثيم قادرة على هدم أي نظام تعليمي يتكئ عليها، لأنها ممارسات غير تربوية من شأنها إرهاق الأستاذ والتلميذ معًا، وإضعاف عملية التعليم ككل.



ومن الجدير بالذكر أنّ معلّمي فنلندا للمراحل الابتدائية والإعداديّة والثانويّة من حملة شهادة الماجستير أو الدكتوراه.
ولتسهيل العمل و نجاعته  لا يدرّس المعلّمون أكثر من 4 حصص/دروس في اليوم، أمّا بقيّة الوقت فيقومون بالتخطيط والتحضير لعملهم أو بإرشاد الطلاب وتوجيههم، أو بإثراء أنفسهم بكلّ جديد يرتبط بعملهم، أو بالتشاور والتنسيق والتعاون مع بعضهم البعض.
يتمتّع المعلّمون بالاستقلاليّة في التدريس وبالمشاركة الفعّالة في إعداد المناهج الدراسيّة وبلورتها، وفي اختيار المضامين التي  تلائم طلابهم.
يتّصف المعلّمون  بالحرفيّة/المهنيّة في عملهم، ويعتبرون التدريس رسالة ومسؤوليّة  وطنيّة، ويتحلّون بالدافعيّة  والحماس في ممارسة عملهم، ولا يشعرون بالملل والإحباط، وغالبًا ما يستمرّون في وظائفهم حتّى الخروج للتقاعد.
وبالتدقيق هذه بعض سمات المعلم الفنلندي ومهنة التعليم عموما في هذا البلد :
مهنة ذات قيمة
تحتل مهنة التدريس في فنلندا مكانة مرموقة ليس بارتباطها بالأجر المخصص للمهنة الذي هو في واقع الأمر لا يزيد عن متوسط الدول الأوروبية بقدر ما يحظى بالأهمية التي يوليها البلد والمجتمع للشأن التربوي، نظرا لحب المهنة الذي يتميز به المدرسون في هذا البلد وهو ما تكشف عليه الدراسات الاستكشافية .
انتقاء المعلمين الجدد  يقوم على أساس شروط دقيقة
لا يعتمد التوظيف في مهنة التدريس على القدرات المتعلقة بالمعرفة الخاصة بالمادة بقدر ما يتعلق الأمر بفكرة المرشح على المهنة ومعرفته بالطفل ،ولا يسمح بالترشح لهذا العمل إلا بعد قضاء ثلاث سنوات كمساعد (ة) تربوي للدخول إلى كلية علوم التربية بعد الخضوع لمقابلات و روائز تدوم يومان ، فعلى سبيل المثال ،من ضمن 1200 مرشح يتم انتقاء 300 أستاذ (ة) ليتم انتقاء80 منهم فيما بعد. من جهة أخرى لا تعرف فنلندا حركة وطنية للمدرسين أو جهوية أو إقليمية ، بل الأمر مخصص للبلديات التي تمتلك حق التوظيف بالتقاسم مع مديري المؤسسات التعليمية الذين يشاركون في لجنة انتقاء الموظفين وفي النهاية فان المدرسين يتقاضون الأجرة من طرف المؤسسات التعليمية التي تتلقى الميزانية من طرف البلديات وهو ما يكشف عن مستوى جد متقدم في استقلالية المؤسسات في اتخاذ قراراتها بمختلف ألوانها.
تكوين أساسي معمق
جميع الأساتذة يمتلكون شهادة الماستر، كما يحق لجميع الاساتذة متابعة دراستهم الجامعية حتى نيل درجة الدكتوراه ، حتى وإن كانوا يمارسون مهامه الفصلية .
وقت العمل متوازن ومعتدل
براتب شهري من « الفين اورو »يقوم المدرس بانجاز عشرين حصة من 45 دقيقة مع إضافة أعمال تكميلية كحراسة الأطفال في الاستراحة ، المشاركة في أعمال مشتركة كما يمكن للأساتذة القيام بزيارات للتلاميذ عند محل سكناهم .
وسائل مادية متوفرة بكفاية
في جميع  الثانويات التطبيقية تتوفر جميع الأجهزة الحديثة التي يمكن للمدرس أن يحتاج إليها كما أن كل جناح في هذه الثانويات  يشمل مكتبة متخصصة وكل أستاذ يمتلك مكتبا خاصا به .
حرية بيداغوجية كاملة
جميع الأساتذة في هذا البلد يعبرون عن درجة عالية من الرضا عن عملهم، ولن تجد فيه معلم واحد متذمر من عمله ، بل كلهم يغمرهم الفرح بانتمائهم إلى قطاع التعليم ، « إنني أحب مهنتي لأنني أنجز الأشياء كما أريد وعلى طريقتي الخاصة  » هكذا صرح احد الأساتذة الذين يعملون في « مدرسة كننفالا » كما صرحت مديرة مدرسة جوانسو  » إننا نثق في أساتذتنا لأنهم أساتذة أكفاء  » بالإضافة إلى أن المنظومة في غنى عن التفتيش التربوي بسبب التطور الذي وصل إليه النظام التربوي .
ارتباط دائم للاساتذة مع الجامعة
بعد تخرج الأساتذة من الجامعة يستمرون في علاقة وطيدة بها، كما يساهمون في تكوين زملائهم الجدد ويمكنهم تقديم دروس بالجامعة كما يتم استشارتهم باستمرار بشان البرامج الدراسية التي يمكن ،محليا ،أن يدخلوا عليها التعديلات التي يرونها ملائمة لها بتوافق مع رئيس المؤسسة والمسؤولين المحليين عن التربية .
تكوين مستمر هادف
يشارك الأساتذة في دورات منتظمة للتكوين المستمر ويمكن لرؤساء المؤسسات تحسيس الأساتذة بأهمية مواضيع معينة لكن في جميع الحالات لا يتم التكوين من باب الإلزام بل في سياق التفاوض والحوار.

ليست هناك تعليقات