هل صار برنامج "تيسير " لعنة على المدراء ؟

برنامج تيسير هدية للأباء ، لعنة على المدراء 

بحسب تعريف وزارة التربية الوطنية لبرنامج تيسير ومهامه نجد مايلي :

مهام برنامج "تيسير" للتحويلات المالية المشروطة  في إطار الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي. وعملا على تجسيد هذا التوجه في إجراءات عملية ملموسة تعزز المبادرات المتخذة، وبالنظر إلى تجارب عدة بلدان تشكو من هذه الآفة، واستنادا لبعض الدراسات الميدانية التي تم إنجازها في الموضوع، قامت الوزارة بتنسيق وثيق مع المجلس الأعلى للتعليم والجمعية المغربية لدعم التمدرس ببلورة تجربة رائدة انطلقت خلال شهر شتنبر 2008 عبر برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة.

من خلال التعريف أعلاه نستنتج أن الهدف الرئيسي من برنامج "تيسير" هو تشجيع التمدرس ، عبر قاعدة " المال مقابل التمدرس "  ، يعني من جهة أخرى أي تغيب للتلميذ قد يحرم والديه من الاستفادة  أو قد يقلل المبلغ المستفاد منه ( ثلاث غيابات في الشهر قد تحرم الاسرة من المبلغ المخصص لهذا الشهر ) .

 أنيطت المهام الكبرى في إنجاح هذا البرنامج للسادة المدراء ، فهم من يستقبلون الوثائق الخاصة بالاستفادة من "تيسير " وهم من يعبئون المعلومات في المنصة الخاصة بذلك ، هذا في انتظار تكليفهم بمهمة تسليم الحوالة  للمعني بالأمر عوض المكلفين بذلك في مصلحة البريد الذين يبلغون شكواهم وتدمرهم من هذه المهام لمسؤوليهم - والذين يسعون لتخفيف المهام عنهم وصرفها لغيرهم -.

هذه المهمات جعلت المدراء في وضعية لا يحسدون عليها ، فمنهم من قارب على توسل الاسر لتزويده بالوثائق قبل إغلاق الموقع الخاص بملء المعلومات ، ومنهم من يتنقل شخصيا للدواوير لحث الناس على الاسراع بمده بوثائقهم .

لكن المشكل الاكبر الذي يعانيه المدراء هو مع الاباء و الامهات ، فحين تتأخر الاستفادة يكون المدير هو الملام ، و حين تقل هذه الاستفادة يكون المدير دائما هو الملام ، فبدل أن يسائل الأب ابنه عن سبب تغيبه والذي ساهم في تقليل المبلغ المستفاد منه نجده يصب جام غضبه على المدير لأنه لم يتساهل مع ابنه ولم يتغافل عن هذه الغيابات .

 إذا فقد تغير هدف برنامج تيسير من محاربة ظاهرة الغياب الى نشر العداوة اتجاه المدير ، ولنا فيما حدث مؤخرا لمدير مجموعة مدارس دار اعلالو  بالمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان  خير مثال على هذه العداوة ، فبسبب عدم توصله بالوصل المتعلق باستخلاص منحة الدعم الاجتماعي تيسير هاجم اب تلميذ مدير المؤسسة بوابل من السب و الشتم و الضرب . وهذا نموذج بسيط لما يحدث للمدراء جراء هذا البرنامج الذي لا يعوضون عنه شيئا ولو كان التعويض فهو هزيل جدا لا يرقى الى حجم العمل الذي يبدلونه في سبيل تفعيله و إنجاحه .

يبدو فعلا أن هذا البرنامج صار من اشد كوابس المدراء ومن أكثر المهام إثارة للمشاكل بالنسبة لهم